أصبحت الساحة الآن في عالم التداول مرتعًا للشركات النصابة التي تبيع الناس الوهم، مستغلة ظروفهم المادية السيئة وجهلهم في هذ المجال، ومن ابرز طرق النصب في مجال التداول هي ادعاء تقديم الدروس التعليمة للمبتدئين الراغبين بكل حماس الدخول إلى هاذا المجال والأمر بالحقيقة هو تجارة بالوهم مما سيتسبب ليس فقط بخسارة مادية بل خسارة نفسية أيضًا. والمثال الذي سنتحدث عنه في مقالنا هونصب شركة Tycoons Project. سنتحدث لماذا يندرج هذا النوع من الشركات تحت شركات النصب والاحتيال من خلال تقديم الأدلة والبراهين .
يُعتبر مشروع تايكون Tycoons Project أحد المشاريع الاستثمارية المثيرة للجدل في مصر والتي يدور حولها العديد من إشارات الاستفهام، حيث يجمع تايكون بروجيكت بين مجموعة من الشخصيات التي تدعي امتلاك خبرة واسعة في عالم التداول. وعلى الرغم من الشهره الواسعه التي يحظى بها المشروع، إلا أن هناك العديد من الشكوك التي تحوم حوله، خاصةً فيما يتعلق بسمعة الشركات الشريكة مثل IM Academy وWorld Organization وهي شركات يدور حولها شبهات بالنصب وتم رصد العديد من عمليات الاحتيال من خلالها بالاضافه الى ذلك تقوم الشركة بالترويج لهذا المشروع من خلال ما يعرف بالتسويق الهرمي الغني عن التعريف، مما يثير تساؤلات حول مدى مصداقية الشركه ، كما أن غياب الشفافية حول هوية الفريق القائم على المشروع وخلفيته المهنية يزيد من حدة الشكوك حول نوايا هذا المشروع.
يسعى مشروع تايكون إلى استغلال طموحات المستثمرين من خلال وعود زائفة وأساليب تسويقية مضللة في حين أن الشركات الموثوقة تقوم بتقديم فرص حقيقية. فبدلاً من التركيز على الشفافية والمصداقية، يعتمد المشروع على تكتيكات ملتوية لجذب الضحايا وتوريطهم في مخططات احتيالية والطامة الكبرى أن الشخص الذي يتم توريطه سيقوم بدوره بتوريط مجموعة أخرى من الأشخاص، وهذا شرط أساسي لاستلام الأرباح، وتحت مسميات عديدة مثل " تحقيق الأحلام"، و " بناء الثروة" يجد العديد من عملاء هذا المشروع أنفسهم أخيرًا مجرد طعم للاحتيال.
يخيم الغموض على مشروع تايكون، فالشركة تتجنب الكشف عن هوية فريق العمل وخلفيتها المهنية حيث يثير هذا التعتيم المتعمد تساؤلات حول الأهداف الحقيقية وراء هذا المشروع، وهل هو مجرد واجهة لمخطط احتيالي يهدف إلى الاستيلاء على أموال المستثمرين؟ أين القيمة الحقيقية الفعلية المقدمة؟ نتمنى منكم طرح هذه التساؤلات.
يعتمد مشروع تايكون على نمط التسويق الهرمي، وهو نظام مصمم لتحقيق الأرباح من خلال تجنيد أعداد كبيرة من المشاركين لحضور تدريبات ودفع مقابل مادي. يتم إقناع هؤلاء المشاركين بضرورة استقطاب المزيد من الأشخاص للانضمام إلى الشبكة، ووعدهم بأرباح خيالية مقابل كل شخص يجلبونه. هذا النموذج يشبه الهرم، حيث يعتمد كل مستوى على المستوى الذي يليه، مما يعني أن الأرباح الحقيقية تتركز في قمة الهرم، بينما يخسر معظم المشاركين أموالهم.
تبدأ عملية النصب بتجنيد مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يثق بهم مؤسسو المشروع لا تستغرب فمن الممكن أن يكونوا من المقربين مثل الأب أو الأخ أو ابن العم. يتم تدريب هؤلاء الأشخاص على أساليب التسويق الحماسية وتزويدهم بقصص نجاح مزيفة وحوافز مادية كبيرة، ثم يتم تكليفهم بمهمة جلب أصدقائهم ومعارفهم، ويتم تشجيعهم على استخدام الضغط النفسي والعاطفي لإقناع الآخرين بالانضمام. ستلاحظ أن عملاء هذه الشركة أصبحوا بليلةٍ وضحاها روّاد، فلو كانت ريادة الأعمال عبارة عن بضعة تدريبات واجتماعات عمل ليس لها أسس علمية، لما كان صرف رواد الأعمال الحقيقيين عمرهم في الدراسة والتعلّم.
لا يقتصر الضرر الناتج عن الوقوع ضحية لمشروع تايكون على الخسارة المادية فحسب، بل يتعداه إلى أضرار نفسية عميقة. فخسارة الأموال التي جمعها الفرد بجد واجتهاد قد تؤدي إلى حالة من الإحباط واليأس، وقد تدفع البعض إلى الدخول في دوامة من الديون. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشعور بالخداع والخيانة الذي يصاحب اكتشاف الحقيقة قد يضر بسمعة الضحية وثقته بنفسه وبغيره.
تُغري شركة تايكون ضحاياها بوعود خيالية، حيث يعرض عليهم أرباحاً طائلة دون عناء، وتزعم الشركة امتلاكها شهادات وهميه لتأكيد تلك الوعود مع وابلٍ من منشورات فيسبوك التي كما تجري العادة فيها استغلال الحماسة، تُمارس الشركة ضغوطاً نفسية هائلة على ضحاياها، تُذكرهم بفرصة العمر التي لن تتكرر، وتُقدم لهم تدريبات مكثفة تركز على الجانب الإيجابي للمشروع، متجاهلةً المخاطر الكامنة فيه.
نحن بالنهاية بشر وتحكمنا منظومة هرمونية فقد نندفع في طرق خاطئة بسبب الحاجة للمال، العلم والمعرفة هما الأساس، عليك التريّث دومًا.
تشكل ممارسات شركة تايكون انتهاكًا صارخًا للقوانين والأنظمة التي تحكم القطاع المالي، وإليكم الاعتبارات التالية التي تجعل من شركة تايكون شركة نصب واحتيال:
تُروج شركة Tycoons Project بشكل مبالغ فيه لأرباح خيالية، وتُوهم المستثمرين بإمكانية تحقيق ثروات طائلة بضغطة زر. هذه الوعود لا تستند إلى أي أساس علمي أو واقع اقتصادي، بل هي مجرد حيلة لجذب أكبر عدد ممكن من الضحايا. لا تقدم شركة تايكون تحليلات واقعية للمخاطر المرتبطة بالاستثمار بل كل ما تقدمه هو وعوداً وردية مبنية على التخمين والتفاؤل المفرط، مما يخلق لدى المستثمرين صورة وهمية عن سهولة تحقيق الأرباح.
تتعاون شركة تايكون مع شبكة من الشركات ذات السمعة المشبوهة، والتي سبق أن تورطت في عمليات نصب واحتيال مثل شركة IM Academy. تكشف الشراكات عن الطبيعة الحقيقية للشركة وأهدافها غير الأخلاقية. فعلاقات الشركة مع هذه الكيانات المشبوهة تشير إلى وجود تنسيق مسبق لخداع المستثمرين والاستيلاء على أموالهم.
تفتقر شركة تايكون Tycoons Project إلى أي شكل من أشكال التراخيص أو التسجيل لدى الجهات الرقابية، مما يجعلها تعمل خارج نطاق القانون، ويجعل هذا الغياب التام للرقابة القانونية العملاء عرضة للاستغلال والاحتيال دون أي حماية قانونية. فغياب الرقابة الرسمية يمنح الشركة حرية التصرف دون خوف من العقاب، مما يجعلها أكثر جرأة في ممارسة عمليات النصب.
تستهدف Tycoons Project بشكل خاص الأشخاص الذين يعانون من ضغوط مالية أو يبحثون عن حلول سريعة لمشاكلهم. تستخدم الشركة أساليب نفسية ملتوية للتلاعب بعواطف هؤلاء الأشخاص وإقناعهم بالاستثمار في مشاريعها الوهمية وحضور تدريبات لا كنفعة حقيقية منعها. فمن خلال استغلال أحلام الناس وطموحاتهم، تدفعهم الشركة إلى اتخاذ قرارات غير عقلانية قد تؤدي إلى خسارة أموالهم.
تعتمد شركة تايكون على نموذج التسويق الهرمي لجذب المزيد من العملاء. فكل مستثمر يقوم بجذب عميلين إلى الشبكة يحصل على عمولة، مما يشجع المشاركين على تجنيد أكبر عدد ممكن من الأشخاص. من المهم إدراك أن هذا النموذج غير مستدام، حيث يعتمد على نمو مستمر في عدد المشاركين، وهو أمر يصعب تحقيقه على المدى الطويل، فللهرم قاع وعندها سينتهي كل شيء، من المرجح اختفاء الشركات التي تعمل من خلال التسويق الهرمي بغضون بضعة سنوات.
تشير الدلائل المتاحة إلى أن شركة تايكون تنتهج أساليب احتيالية من شأنها تضليل المستثمرين والاستيلاء على أموالهم. تكشف التحقيقات عن مجموعة من الأدلة القاطعة التي تؤكد هذه الحقيقة، بما في ذلك المبالغة المفرطة في الأرباح المتوقعة، وعدم وجود تراخيص رسمية، والشراكات مع كيانات مشبوهة، واستخدام أساليب التسويق الهرمي، وغياب الشفافية في عمليات الشركة. وبناءً على هذه المعطيات، يمكن القول إن Tycoons Project تقوم بعمليات نصب ممنهجة تستهدف فئة عريضة من المستثمرين.
يمكننا القول إن الطريقة الأساسية للنصب التي تتبعها شركة Tycoons Project هي التسويق الهرمي و هو نظام تسويقي احتيالي يعتمد على تجنيد أعضاء جدد، حيث يحصل كل عضو على عمولة من خلال تجنيد أعضاء آخرين. المشكلة تكمن في أن النمو المستمر لهذا الهرم يعتمد على إيجاد عدد لا نهائي من الأشخاص الجدد، وهو أمر غير ممكن.
على الرغم من معرفة الجنسية للمؤسس وهي الجنسية المصرية، إلا أن اسمه الكامل وغيرها من التفاصيل الشخصية لم يتم الكشف عنها بشكل عام. بدأ هذا الشاب المشروع كفكرة فردية، ثم تطورت هذه الفكرة لتصبح مشروعًا يتضمن فريق عمل كامل. يتكون الفريق حاليًا من ثلاثة أفراد يشغلون مناصب إدارية في المشروع.
لا لا يوجد موقه إلكتروني رسمي لـ Tycoons Project، عدم وجود موقع إلكتروني رسمي للشركة يثير العديد من التساؤلات حول مدى جديتها وشفافيتها. فالموقع الإلكتروني هو واجهة الشركة الرقمية ومن خلاله يمكن للمستخدمين الحصول على معلومات مفصلة حول الشركة و خدماتها وفريق عملها. إن غياب هذا العنصر الأساسي يشير إلى رغبة الشركة في إخفاء هويتها الحقيقية.
15 أكتوبر, 2024
14 نوفمبر, 2024
التعليقات
لا يوجد تعليقات