يمتنع الكثيرون عن التداول لاعتقادهم بأنه حرام ويوجد به ربا وفوائد مشبوهة فهل هذا صحيح ولا يمكن للمسلمين التداول والربح واستثمار أموالهم ام يوجد بدائل وحلول يمكننا استخدامها وتحقيق الأرباح والمكاسب والتداول بكل اريحية بعيدا عن الشبهات، في هذا المقال، نستعرض حكم تداول الفوركس. كما نستكشف الشروط اللازمة لجعل تداول الفوركس جائزاً من خلال الحسابات الإسلامية، بالإضافة إلى فوائد وعيوب هذه الحسابات. و نسلط الضوء على المبادئ الأساسية للتداول وفقاً للشريعة، مما يساهم في توضيح الموقف الشرعي من هذا النوع من التداول.
عزيزي القارئ، نقدم هنا رأي الدكتور عبد الله رشدي، أحد علماء الأزهر الشريف و إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية في مسجد السيدة نفيسة وحاصل على ليسانس الدعوة الإسلامية من كلية الدعوة الإسلامية وليسانس في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، والذي يعد الأقرب للصواب والملم بهذه المسألة من جميع جوانبها بعد بحثٍ مستفيض لتقديم المعلومات بشكل موثوق وصحيح. فقد أجمع علماء الشريعة المعاصرون على أن تداول الفوركس غير جائز شرعاً، نظراً لما يتضمنه من مخالفات شرعية، تتلخص فيما يلي:
وقد أوضح الدكتور عبد الله رشدي أن هذه الشروط الأربعة تجعل تداول الفوركس محرماً بإجماع العلماء. ومع ذلك، يمكن تداول الفوركس عبر الحساب الإسلامي، الذي يعالج هذه الشروط الأربعة بطريقة شرعية، وهي:
فإذا توافر الحساب الاسلامي بهذه الشروط، يصبح التداول في الفوركس جائزاً. وقد بين الدكتور عبد الله رشدي هذا الرأي في فيديو على يوتيوب، حيث أوضح أن هذا هو رأي غالبية علماء الشريعة المعاصرين، بما فيهم مجمع الفقه الإسلامي في دورته الثامنة عشرة عام 2021 في جدة.
عندما يحتفظ المتداول بصفقاته مفتوحة بعد إغلاق جلسة التداول، يفرض الوسيط رسوم Swap، وهو سعر فائدة ويرتبط سعر الفائدة هذا بالوسيط الذي يمنحك قرضاً غير مباشر من خلال الرافعة المالية. و مثل أي قرض، من الطبيعي أن يكون المكافأة والفوائد للدائن الذي يكون في هذه الحالة هو الوسيط لهذا السبب، يعتبر حساب التداول التقليدي حراماً، نظراً لأن تفعيله يشتمل على دفع الفوائد الربوية، و لكن حساب تداول الفوركس الاسلامي حلال، مما يزيل دفع مقايضة الفائدة (Swap) و في الإسلام، يجوز اقتراض أموال من شخص ما لغرض الاستثمار لتحقيق ربح، ثم سداد القرض بدون أي فائدة للدائن صاحب المال فيتم سداد المبلغ الأصلي فقط الذي تم اقتراضه ولذلك لسداد التكاليف، يتقاضى الوسيط الرسوم و العمولات الثابتة مقابل خدمة إزالة الفائدة المتغيرة، وهذه الطريقة معتمدة عالمياً في المجتمع الاسلامي لتسهيل التداول.
حكم التداول بالعملات بنظام الفوركس مع دفع رسوم التبييت هو التحريم، وذلك باتفاق أهل العلم والفقهاء، ويعود ذلك إلى أن فوائد التبييت تعتبر فوائد ربوية. هذه الفوائد تفرضها شركة الوساطة على الصفقات التي تبقى مفتوحة لليوم التالي من التداول، وتعرف أيضًا برسوم التأخير.
وقد تناول الفقه الإسلامي مسألة رسوم التأخير، وأوضح أنها رسوم ربوية محرمة شرعًا؛ لأن فيها شبهة الربا، وهو محرم في الشريعة الإسلامية بنص القرآن الكريم: "وأحل الله البيع وحرم الربا".
وبناءً على ذلك، فقد أجمع الفقهاء على أن تداول الفوركس يصبح محرمًا إذا تضمن هذا الشرط الربوي، كما هو موضح في الفتوى المشار إليها في المقال.
يظهر ذلك جليًا أيضًا في الفتوى التي أدرجناها في المقال، حيث نصت على مبادئ التداول في سوق الفوركس وفقًا للشريعة الإسلامية، والتي تتحقق من خلال الحساب الإسلامي الذي يستوفي أربعة شروط رئيسية لتجنب جعل التداول محرمًا.
وقد أوضحنا هذه الشروط سابقًا، وهي:
تُعد هذه الشروط الأربعة أساسيات التداول وفقًا للشريعة الإسلامية، حيث أن انتهاك أي منها يجعل التداول محرمًا ومخالفًا للشريعة، وهذا ما أقره العلماء المعاصرون ومجمع الفقه الإسلامي في دورته الثامنة عشرة بجدة عام 2021.
حساب التداول الاسلامي في الفوركس هو حساب تداول حلال يُقدم للعملاء المسلمين والذين يرغبون في الاستثمار في سوق الفوركس مع اتباع مبادئ الشريعة الإسلامية وتعرف حسابات التداول الإسلامي أيضاً باسم حسابات فوركس اسلامي خالية من الفوائد الربوية المعروفة بالسواب (Swap).
الفرق الرئيسي بين حسابات التداول الاسلامية و الحسابات التقليدية هو أنه لا توجد رسوم على حسابات التداول الإسلامية أي فوائد و يمكن أن يكون هذا ميزة مهمة للغاية، حيث يمكنك استثمار استثمارات طويلة الأجل دون المخاطرة بتخفيض أرباحك بسبب رسوم التداول والميزة الثانية هي أن المتداول سيكون قادراً على وضع صفقات في أزواج العملات حيث تكون رسوم المقايضة عادةً مرتفعة للغاية (خاصة الأزواج الغريبة).
قد يكون غياب المقايضة أيضاً ضاراً بتاجر الفوركس الحلال، لأنه لن يكون قادراً على الاستفادة من الفائدة الإيجابية على العملات وتنفيذ استراتيجيات التداول المحمولة وفي كثير من الأحيان، يتقاضى الوسيط الذي يقدم حساباً إسلامياً رسوماً إدارية ثابتة، مثلما يفعل البنوك في سياق التمويل الإسلامي.
يعتبر ان تداول العملات لا يوجد به اي شبهات، على عكس تداول الذهب و تداول الاسهم الذي يجب عليك به أن تتحرى عن كل سهم يجب أن تتداول به بدقه، ولكن بشكل عام في حساب التداول الإسلامي لا يتم احتساب فوائد ربوية يومية سواءً عند تداول الاسهم او تداول العملات الأجنبية او الذهب والفضة او حتى تداول العملات الرقمية وما إلى ذلك.
الفوائد | العيوب |
خلوه من الفوائد الربوية | غياب المقايضة قد يحد من الفائدة الإيجابية. |
استثمار طويل الأجل دون تخفيض الأرباح. | الوسيط قد يفرض رسومًا إدارية ثابتة. |
إمكانية التداول في أزواج عملات ذات رسوم مرتفعة. | يتطلب تداول العملات تحريًا أقل مقارنةً بالذهب والأسهم. |
لا فوائد ربوية يومية على الأسهم والعملات. |
في الإسلام يوجد حرمانية من استخدام ألعاب الحظ و ألعاب المقامرة التي تعتمد على الأرباح الوهمية دون مجهود وخسارة المال فهل يوجد مقامرة بسوق الفوركس ام هو عملية بيع وشراء حلال.
يتألف التداول من شراء وبيع الأدوات المالية، بهدف كسب المال في الوقت نفسه، من خلال رفع أو خفض سعر العملة أو الأصول الأخرى ولا تعتمد عملية التداول على فرصة أو حظ، ولكن على إمكانية ارتفاع أو انخفاض الأسعار، والتي يجب على المتداول التنبؤ بها بناءً على تحليل و استراتيجية و خطة تداول موضوعة
لذلك ليس بالتداول حرمانية او شبهة مقامرة وغش فهو تجارة كأي تجارة معرضة للاستثمار والربح والخسارة فالتداول ليس لعبة صدفة، لكنه استثمار قائم على تحليل السوق، وهو ليس حراماً.
من المعروف في الشريعة الإسلامية أن شراء الأسهم ليس حراماً هذا لأنك ببساطة تملك نسبة في أعمال التداول كاستثمار أو شريك ومع ذلك، يجب عليك التأكد من أن الشركة التي تريد التداول منها لا تشارك او تستثمر بسلع ومنتجات محرمة شركات مثل Heineken (كحول) وشركات ألعاب الحظ، على سبيل المثال، لأن في ذلك الوقت لن تكون حلال.
ويمكن تقسيم الشركات طبقا للشريعة الإسلامية إلى فئتين:
التداول ليس ربا بحد ذاته، لكنه قد يتضمن معاملات ربوية إذا كان يشمل رسوم التبييت أو الفوائد على الرافعة المالية، حيث تُفرض فوائد على الصفقات المفتوحة لأكثر من يوم.
الفوائد الربوية في التداول تتعلق بشكل رئيسي بالرسوم التي تفرض على الصفقات التي تبقى مفتوحة لأكثر من يوم. و تشمل هذه الفوائد رسوم التبييت، التي تفرض عند تمديد الصفقة، وفوائد الرافعة المالية على المبالغ المقترضة، و تعتبر هذه الرسوم ربوية لأنها تعكس تكلفة الاقتراض، مما يجعل التداول مع وسطاء الفوركس التقليديين غير متوافق مع الشريعة الإسلامية.
لتجنب الربا، يمكن فتح حسابات إسلامية بدون رسوم تبييت لدى بعض شركات الوساطة، والتأكد من الاستثمار في أصول وشركات تعمل في مجالات مشروعة.
05 يناير, 2025
15 أكتوبر, 2024