في ظل التقدم التكنولوجي السريع الذي شهده العالم، تظهر العملات الرقمية كمفهومٍ ملموسٍ لتغيير شامل في نظام العملات والتبادل المالي. تمثل هذه العملات نقطة تحول في تعاملنا مع الأموال وتخزينها، حيث تثير تساؤلات حول كيفية عملها، وسبل تخزينها، والمخاطر المحتملة المرتبطة بها. وفي هذا السياق، يبرز البيتكوين كرمزٍ بارزٍ في عالم العملات الرقمية، حيث يشغل مكانة مهمة في طيات هذا النظام المالي الجديد، مما يدفعنا لاستكشاف عمق هذا الظاهرة وفهم ما تمثله من تحديات وفرص في عالمنا المعاصر.
العملات الرقمية، للمبتدئين هي عملات افتراضية تمثل شكلًا جديدًا من الأصول المالية يتم تداولها وتخزينها عبر الإنترنت. يشبه مفهوم العملات الرقمية إلى حد كبير العملات التقليدية التي نستخدمها في حياتنا اليومية، مثل الدولار أو اليورو، ولكن يكمن الاختلاف الرئيسي في الطريقة التي تم بها إنشاؤها.
بينما تتمثل الأموال التقليدية في الأساس في أوراق نقدية وقطع معدنية، فإن العملات الرقمية تتألف من رموز رقمية مشفرة. يمكن القول إنها تشبه النقود الورقية، ولكنها قائمة على تكنولوجيا الحوسبة والشبكات اللامركزية.
تتميز العملات الرقمية بأنها لم تنشأ من خلال إصدار بنوك مركزية أو هيئات حكومية، بل تم توليدها عبر حل معادلات رياضية معقدة باستخدام أجهزة حوسبة متقدمة. هذا يمنحها طابعًا من اللامركزية والاستقلال عن الهياكل التقليدية.
في الوقت الحاضر، أصبحت العملات الرقمية محط اهتمام واسع، خاصة بعدما بدأت شخصيات عالمية بارزة، مثل إيلون ماسك، في الاستثمار فيها. يعكس هذا التفاعل الاعتراف المتزايد بالقيمة والفرص المتاحة في هذا المجال المتطور. على الرغم من أن البعض قد يركز على العملات الرقمية الشهيرة مثل البيتكوين، إلا أن هناك العديد من العملات المشفرة الأخرى التي تتفاوت قيمتها بشكل كبير، مما يجعل هذا المجال مليئًا بالتنوع والتحديات المتنوعة وهذا ما سنتعرف عليه من خلال الفقرات التالية.
تعود نشأة العملات الرقمية إلى عام 2008 عندما نشر شخص مجهول يُدعى ساتوشي ناكاموتو ورقة بحثية تتحدث عن إنشاء نظام نقدي إلكتروني يتيح للأشخاص تحويل وتلقي الأموال مباشرة دون الحاجة إلى وسطاء مركزيين. في المعاملات البنكية التقليدية، يتواجد وسيط يتولى الإشراف على عمليات التحويل ويتقاضى رسومًا، بينما في نظام العملات المشفرة، يتم التعامل بدون رقابة أو رسوم.
في عام 2009، تم إنشاء عملة البيتكوين كأول عملة رقمية، حيث كانت أول عملية شراء بها لقطعتي بيتزا مقابل 10,000 بيتكوين. في ذلك الوقت، كانت قيمة البيتكوين لا تتجاوز بضعة سنتات، ولكن مع ارتفاع قيمتها السوقية الآن إلى أكثر من 60,000 دولار، يمكن اعتبار تلك البيتزا من أغلى البيتزا في العالم.
بعد ذلك، بدأت عملة البيتكوين في اكتساب زخم كبير، وظهرت العديد من العملات المشفرة الأخرى مثل الإيثيريوم. ورغم تباين قيم العملات الرقمية مثلما هو الحال مع العملات التقليدية، تظل بعض العملات تتمتع بقيمة مرتفعة مثل البتكوين حسب القيمة السوقية له عبر كوين ماركت كاب كما هو موضح بالصورة التالية.
اختلف العلماء المعاصرون حول حكم العملات الرقمية، هل هي حلال أم حرام؟ ولأننا لسنا جهة إصدار أحكام شرعية أو فتاوى، نستعرض لك عزيزي القارئ آراء العلماء بناءً على بحث متعمق في هذه المسألة. و من بين العلماء الذين نستعرض رأيهم الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان، وهو فقيه سعودي وأستاذ جامعي وعضو في هيئة كبار العلماء و حاصل على شهادة البكالوريوس بتقدير ممتاز، و دكتوراه بمرتبة الشرف الأولى في أحكام الأوراق التجارية في الفقه الإسلامي.
صرح الشيخ عبر الفيديو بأن هناك اتجاهين بين العلماء فيما يخص العملات الرقمية:
ويميل الشيخ إلى الرأي القائل بجواز التعامل بالعملات الرقمية، لأنها أصبحت في واقع الأمر وسيلة معترف بها للتبادل التجاري والبيع والشراء، وتتوافر فيها خصائص العملات التقليدية.
و استدل الشيخ سعد بن تركي الخثلان بقول الإمام (مالك) رحمه الله: "لو أن الناس اعتادوا فيما بينهم على التعامل بالجلود لكَرِهتُ أن يُباع الجلد بالورق نظرة مؤجلة"،
وهو يعني أنه إذا اعتاد الناس على التعامل بشيء معين واعتبروه وسيلة تبادل، فإنه يأخذ حكم العملة. وهذا ما تحقق في العملات الرقمية، وخاصة البيتكوين، باعتبارها وسيلة معترف بها للتعامل المالي. وأوضح الشيخ أن التذبذب الذي يُنتقد في العملات الرقمية يحدث أيضاً في سوق الأسهم، حيث تتغير أسعار الأسهم طوال العام بناءً على الأحداث الاقتصادية المؤثرة، ومع ذلك لم يحرم أحد التعامل في الأسهم.
على الرغم من أن الهدف الأساسي من العملات الرقمية هو إلغاء دور الوسيط، إلا أنها أصبحت تُستخدم في العديد من الأمور، ويمكن فعل الكثير من الأشياء بالعملات المشفرة، ودعونا الآن نتعرف على بعض هذه الاستخدامات:
يمكن تحويل الأموال عبر العملات الرقمية بسهولة فائقة، حيث يمكن شراء العملات المشفرة وتحويلها إلى أي شخص في العالم خلال ثواني، بغض النظر عن المسافات. وتنتشر ماكينات شراء العملات الرقمية في العديد من الدول، بما فيها الإمارات، وتتميز المعاملات بالسرعة والأمان، حيث تُنفذ بشكل لامركزي دون الحاجة إلى وسطاء، مما يضمن الخصوصية للمستخدمين دون الكشف عن هوياتهم.
كما يمكن تحويل العملات المشفرة إلى أموال وسحبها عبر منصات متخصصة مثل "بينانس"، التي تقدم خدمات متنوعة تشمل التداول والاستثمار. ومع تزايد انتشار العملات المشفرة، بدأت العديد من المؤسسات والشركات بقبولها كوسيلة دفع، بينما أطلقت بعض الدول عملاتها الرقمية الخاصة، مما يعزز من أهمية هذه التكنولوجيا في المستقبل.
يمكن استخدام العملات المشفرة للدفع والشراء في العديد من المتاجر حول العالم، وكذلك عبر الإنترنت حيث تدعم هذه الطريقة مجموعة واسعة من المجالات والدول، بما فيها بعض الدول العربية حيث تتميز العملات الرقمية بالسرعة والأمان في المعاملات، دون الحاجة إلى وسطاء أو رسوم إضافية، وتوفر خيارات دفع متنوعة للتجار والمتاجر الإلكترونية.
في الفترة الأخيرة، بدأت العديد من الشركات الكبرى مثل تسلا ومايكروسوفت وإكسبيديا بقبول العملات المشفرة كوسيلة دفع، مما يعكس الاعتراف المتزايد بأهميتها في التجارة الإلكترونية. كما بدأت دول عربية مثل الإمارات والبحرين في دراسة استخدام العملات الرقمية في القطاعات الحكومية والمالية، مما يفتح أفق جديدة لاستخداماتها في المنطقة.
بعد أن اكتسبت العملات الرقمية شهرة واسعة، أصبح العديد من رجال الأعمال يستثمرون فيها ويقومون بشرائها، مما جعلها فرصة جذابة للاستثمار حيث تتحرك أسعار العملات الرقمية بين الصعود والهبوط، مما يتيح فرصا لتحقيق أرباح من عمليات البيع والشراء و ينجذب هذا السوق للمستثمرين بسبب تقلباته الحادة، التي تتيح فرصا للمضاربة، كما ينظر البعض إلى العملات الرقمية كاستثمار طويل الأجل مع احتمالية تحقيق مكاسب كبيرة في المستقبل.
ومع ذلك، يجب التنبه إلى المخاطر التي قد يواجهها المستثمرون، خاصة إذا لم يكونوا على دراية كافية بأساليب التداول في الأسواق المالية، مثل التداول بالهامش أو العقود مقابل الفروقات. و تتميز العملات المشفرة بتقلبات حادة قد تؤدي إلى تحركات كبيرة في الأسعار خلال فترة زمنية قصيرة، ما يجعل الاستثمار فيها محفوفًا بالمخاطر، بالإضافة إلى أن السوق لا يزال غير منظم بالكامل، مما يزيد من تلك المخاطر.
تداول العملات الرقمية يتم بطرق متعددة، بما في ذلك التداول عبر العقود مقابل الفروقات من خلال شركات الوساطة المالية مثل تلك الموجودة في الفوركس، أو من خلال منصات متخصصة في العملات الرقمية المشفرة فقط. يتم التداول عن طريق البيع والشراء مقابل عملات أخرى، مثل الدولار الرقمي USDT أو الإيثيريوم مقابل البيتكوين، وهكذا يتم تبادل العملات الرقمية.
تتميز منصة بينانس بطريقة تداول من شخص لشخص P2P، حيث تكون المنصة وسيطًا بين المتداولين لتبادل العملات الرقمية مقابل عملات أخرى رقمية أو عملات حقيقية مثل الدولار الأمريكي. يتم إرسال الأموال من خلال الطرق التي توفرها بينانس بناءً على الاتفاق بين المتداولين عبر هذه الطريقة.
لمعرفة كيفية شراء وتخزين العملات الرقميه تابع معنا عزيزي القارئ شرح ذلك عبر العناصر التالية:
فتح حساب لتداول العملات الرقمية المقصود به هنا عزيزي القارئ هو إنشاء حساب لدى المنصات المتخصصة في العملات الرقمية، ويتم ذلك من خلال الخطوات التالية:
1- اختيار منصة تداول موثوقة: يجب اختيار منصة تتمتع بسمعة جيدة ومستوى عالٍ من الأمان لحماية بياناتك وأموالك مثل منصة بايننس.
2- التسجيل في المنصة: يتطلب التسجيل إدخال بعض المعلومات الشخصية مثل بطاقة الهوية الوطنية أو أي إثبات هوية آخر، بالإضافة إلى البريد الإلكتروني ورقم الهاتف.
3- التحقق البيومتري: قد تطلب المنصة إجراء تحقيق إضافي لضمان أنك شخص حقيقي، مثل تسجيل فيديو لك أو غيره من وسائل التحقق.
4- مراجعة البيانات وفتح الحساب: بعد تقديم المستندات المطلوبة، تقوم المنصة بمراجعة البيانات والتحقق من صحتها، ثم يتم فتح الحساب.
5- الإيداع والتداول: بعد فتح الحساب، يمكنك إيداع المبلغ الذي ترغب في التداول به باستخدام إحدى طرق الإيداع التي توفرها المنصة، ثم شراء العملات الرقمية أو تخزينها.
تطبيقات العملات الرقمية توفر للمستخدمين وسيلة سهلة لشراء وتخزين العملات المشفرة، حيث يمكن للمستخدمين إنشاء محافظ رقمية تدعم تقنية البلوكتشين الخاصة بالعملة التي يرغبون في شرائها، مثل البيتكوين والاثيريوم وغيرها، وهذه المحافظ تتيح للمستخدمين إرسال واستقبال العملات بسهولة.
منصات التداول مثل تلك المتاحة في السعودية توفر محافظ رقمية لشراء وتخزين العملات المشفرة. وتعد منصة بينانس من أشهر هذه المنصات عالميًا، حيث يمكن للمستخدمين إنشاء حساب وتفعيله، ثم استخدام طرق دفع متنوعة مثل بطاقات الفيزا والماستر كارد، أو خدمة التحويل او التداول من شخص إلى شخص P2P لشراء العملات.
في خدمة الP2P تلعب منصة بينانس دور الوسيط والضامن بين البائع والمشتري، حيث يتم اختيار طريقة دفع محلية حسب بلد البائع والمشتري، ويتواصل المستخدم مع الطرف الآخر لإتمام الصفقة حيث المحافظ الرقمية تتيح للمستخدمين الأمان والسهولة في التعامل مع العملات الرقمية، مما يسهل الاستثمار أو استخدامها في المعاملات اليومية.
في القائمة التالية، عزيزي القارئ، قمنا بإدراج أفضل منصات تداول العملات الرقمية عبر نظام العقود مقابل الفروقات CFD. يمكنك الاختيار من بينها بناءً على احتياجاتك ومتطلباتك المالية. تتميز هذه الشركات بسمعة ممتازة في السوق، وقوة أمان عالية، وسرعة في تنفيذ الصفقات، بالإضافة إلى خدمة عملاء متميزة.
قبل أن تبدأ في عالم تداول العملات الرقمية عزيزي القارئ، يجب أن تحدد ما إذا كنت ترغب في التداول عبر العقود مقابل الفروقات CFDs أو من خلال منصات تداول العملات المشفرة المخصصة لذلك حيث هناك فرق بين الطريقتين سنتناولة لاحقا حيث كل طريقة من هاتين الطريقتين لها أسلوبها الفريد.
تعتبر معظم الكورسات المتاحة على الإنترنت متعلقة بتداول العملات الرقمية عبر العقود مقابل الفروقات من خلال شركات الفوركس، حيث تعتمد كورسات تداول العملات الرقمية على نفس استراتيجيات التداول المستخدمة في سوق الفوركس. وتشمل أدوات التداول المستخدمة في هذه الطريقة الرافعة المالية وأدوات التحليل الفني، مثل أدوات جان وغيرها.
يُعتبر تداول العملات الرقمية عبر المنصات المتخصصة في هذا المجال بسيطا جدا، ولا يتطلب الكثير من الوقت أو الجهد مقارنة بتداول الفوركس. حيث يعتمد تداول العملات الرقمية، من خلال هذه المنصات، على الاستثمار أكثر من المضاربة. ويعتبر البعض العملات الرقمية سلعًا أكثر من كونها عملات تُستخدم لتحقيق الربح؛ إذ يتم شراؤها بهدف تخزينها والاستثمار على المدى الطويل. ويُنظر إلى العديد منها، مثل البيتكوين، كاستثمار للحفاظ على القيمة.
سنتكلم عزيزي القارئ عن طريقة تداول العملات الرقمية بالإضافة إلى استراتيجية تداول البيتكوين للمبتدئين من خلال العناصر التالية:
تداول العملات الرقمية عبر عقود الفروقات CFDs يتم من خلال اختيار وسيط تداول موثوق يتيح هذا النوع من التداول. يبدأ المتداول بفتح حساب تداول لدى الشركة، ثم يقوم بإيداع الأموال والوصول إلى منصة التداول التي توفرها الشركة. بعد ذلك، يمكنه تنفيذ الصفقات.
تتيح هذه الطريقة للمتداول إمكانية التداول على أسعار العملات الرقمية دون الحاجة إلى امتلاك العملة نفسها. يتم الربح من خلال الفرق بين سعر الشراء وسعر البيع، مما يعني أن المتداول يستفيد من تحركات الأسعار فقط، وليس من امتلاك العملة الرقمية فعليا.
تداول العملات الرقمية يتم عبر منصات متخصصة مثل باينانس أو كوينبيس، حيث يجب على المتداول فتح حساب لدى هذه المنصات وإيداع المبلغ الذي يرغب في استخدامه لشراء العملات الرقمية. بعد الإيداع، يصبح المتداول مالكاً فعلياً لهذه العملات، ويمكنه بيعها أو شراؤها بالكميات التي تسمح بها قيمة المبلغ المودع.
يمكن للمتداول الاحتفاظ بالعملات الرقمية في حسابه على المنصة أو في محفظة رقمية، منتظراً ارتفاع قيمتها لبيعها لاحقاً. كما يمكنه تداول هذه العملات مقابل عملات رقمية أخرى أو مقابل العملات المستقرة مثل التيثر أو USDT.
هناك عدة استراتيجيات مختلفة لتداول البيتكوين للمبتدئين لذلك سنشرح لك عزيزي القارئ استراتيجية تداول بسيطة لا تحتمل مخاطر مالية الكبيرة و نقسمها إلى ثلاثة عناصر لنوفر لك فهماً أوسع وأشمل، وهي كالتالي:
من شروط استراتيجية تداول البيتكوين للمبتدئين ما يلي:
نلاحظ عزيزي القارئ أن من ضمن شروط استراتيجية تداول البيتكوين للمبتدئين أن يكون البيتكوين قد ارتد من قمة تاريخية أو مستوى مقاومة قوي، لا يقل عن شهرين إلى ثلاثة أشهر. في هذه الحالة، عليك الانتظار حتى يهبط إلى مستوى دعم قوي ثم اتخاذ قرار الشراء. عند الشراء، قد ينخفض السعر مرة أخرى دون مستوى الدخول الذي قمت بالشراء عنده. هنا لديك خياران أحدهما هو إعادة الشراء مرة أخرى بسعر أقل لزيادة الكمية، وإن لم يكن ذلك متاحًا فعليك بالصبر وهو الخيار الاخر و لا تنجرف وراء المشاعر وتبيع بخسارة، لأن الصبر هو جزء أساسي من هذه الاستراتيجية.
أيضًا، عزيزي القارئ، عند ارتداد السعر، هذا لا يعني بالضرورة أن الوضع في صالحك. يجب عليك تجنب الخروج من الصفقة بمجرد حدوث الارتداد أو وصول السعر لنقطة الدخول. عليك تحديد أهداف واضحة؛ حيث يمكن اعتبار الهدف الأول أن يكون تحقيق ربح عند وصول السعر إلى 50% من المستوى الذي ارتد منه، والهدف الثاني هو الوصول إلى القمة التي ارتد منها سابقا.
تعتبر هذه الاستراتيجية سهلة وبسيطة وأقرب للاستثمار طويل الأجل أكثر من كونها مضاربة سريعة. و يجب التنوية أن هذه الاستراتيجية تفشل في حالة واحدة، وهي عندما يتملكك الخوف وتسيطر عليك مشاعرك فتخرج من الصفقة أثناء الهبوط وتبيع العملة بسعر رخيص، معتقدا أن السعر لن يرتد مرة أخرى. هذا غير صحيح بناء على دراسة القمم التاريخية للبيتكوين، حيث عادةً ما يعود السعر لنفس القمة التي وصل إليها سابقا، لكن الأمر قد يستغرق وقتًا يتراوح بين شهر إلى ثلاثة أشهر، وربما يصل إلى سنة.
تحديد الهدف يعد أساس الاستراتيجية في التداول. عند شراء البيتكوين، كما ذكرنا سابقًا حيث عليك عزيزي القارئ التحلي بالصبر حتى تصل إلى هدفك. عندما تدخل الصفقة من نقطة معينة، ويتم تحديد الأهداف على مراحل متتالية انطلاقًا من نقطة الدخول. على سبيل المثال، يكون الهدف الاول 50% من نقطة الدخول الى القمة التي ارتد منها سابقا و الهدف الثاني يكون مستوى القمة التي ارتد منها سابقا. و تحقيق هذه الأهداف يتطلب الصبر والمثابرة حيث القلق والخوف من تقلبات السوق قد يدفعك لاتخاذ قرارات غير مدروسة والخروج من الصفقة بربح قليل أو خسارة.
في الوقت الحالي، يوجد العديد من العملات الرقمية المشفرة المنتشرة حول العالم، حيث تتغير قيمتها باستمرار بين الارتفاع والانخفاض. سنركز هنا على أربعة من هذه العملات دون الخوض في تفاصيل أخرى. من بين هذه العملات، هناك أربعة بارزة تستحق الاهتمام:
هذه العملات الرقمية الأربع هي مجرد مثال على التنوع والنمو المتزايد في هذا المجال. مع استمرار التطورات التقنية، من المتوقع ظهور المزيد من العملات الرقمية الواعدة في السنوات القادمة، مما سيزيد من تحول النظام المالي العالمي نحو الرقمنة.
في الوقت الحالي، تتوفر العديد من العملات الرقمية المشفرة التى تختلف قيمتها باستمرار بين الارتفاع والانخفاض حيث يبلغ عددها في السوق أكثر من 8000 عملة. وعند اختيار العملة الرقمية للتداول، يجب أن تتوافق مع استراتيجيتك كمتداول مبتدئ او محترف.
على سبيل المثال، إذا كنت مبتدئاً وتبدأ بمبلغ صغير، يُنصح باختيار عملة ذات سعر منخفض، مما يتيح لك شراء كمية كبيرة منها مقابل مبلغ صغير وذلك لأنة إذا ارتفعت قيمتها، ستحقق ربحاً جيداً بفضل الكمية الكبيرة التي تمتلكها.
بالمقابل، إذا كان لديك رأس مال صغير مثل 100 دولار واشتريت عملة ذات سعر مرتفع مثل البيتكوين، ستشتري كمية صغيرة جداً منها، وحتى إذا تضاعف سعرها، فلن تحقق ربحاً كبيراً.
أما إذا كان لديك مبلغ أكبر للاستثمار، يمكنك تنويع محفظتك عبر التداول في عملات رقمية بأسعار منخفضة وأخرى بأسعار مرتفعة مثل البيتكوين وغيرها من العملات المرتفعة.
العملات الرقمية عزيزي القارئ، هي أصول يمكنك امتلاكها فعلياً عبر منصات التداول المخصصة لذلك، أو يمكنك تداولها عبر نظام العقود مقابل الفروقات دون الحاجة لامتلاكها بشكل فعلي كما بينا سابقا. وفي حالة استخدامك للرافعة المالية، يمكنك التداول بمبالغ صغيره وفتح صفقات ذات حجم كبير و تختلف المتطلبات المالية للتداول في العملات الرقمية بناءً على الاستراتيجية والطريقة التي تعتمدها
فالتداول عبر المنصات المتخصصة يتطلب منك غالباً استثمار مبلغ أكبر نسبيا، حيث تشتري كمية فعلية من العملات وتحتفظ بها دون استخدام الرافعة المالية. أما التداول عبر العقود مقابل الفروقات يمكنك فتح صفقات بمبالغ صغيرة، تبدأ من 10 دولارات مثلا، باستخدام الرافعة المالية.
و إذا كنت مبتدئاً وترغب في تداول العملات الرقمية كما بينا في الفقرات السابقة، قد يكون من الأفضل بدء الاستثمار في عملات ذات أسعار منخفضة لتمكينك من امتلاك كمية أكبر، فأقل مبلغ للتداول في العملات الرقمية يكون حسب استراتيجيتك و أسلوبك في التداول.
القيمة السوق الكلية للعملات الرقمية، والتي تُعرف أيضًا باسم "الماركت كاب". وفقًا للبيانات الحالية، فقد وصلت القيمة السوقية للعملات الرقمية إلى 3 تريليون دولار أمريكي، وهي أعلى قيمة سوقية وصلت اليها من اعلى اخر قيمة في عام 2021.
عملة البيتكوين تُشكل النصيب الأكبر من هذه السيولة، حيث تستحوذ على 56% من إجمالي القيمة السوقية للعملات الرقمية، أي ما يعادل حوالي 1.03 تريليون دولار. وقد وصلت القيمة السوقية للبيتكوين إلى أعلى مستوياتها في عام 2022 عند 1.60 تريليون دولار أمريكي.
من خلال رسم البيانات التاريخي للقيمة السوقية للعملات الرقمية، نلاحظ أن بداية الارتفاعات كانت في عام 2018 عندما سجلت 725 مليار دولار أمريكي. ثم ظلت تتحرك أسفل هذه المستويات ولم تنجح في كسرها حتى نهاية شهر ديسمبر من عام 2020.
بعد ذلك، بدأت العملات الرقمية في اكتساب السيولة نتيجة الثقة المتزايدة من قبل رجال الأعمال والمتداولين والمؤسسات المالية، حتى وصلت إلى أعلى قيمة لها في شهر نوفمبر من عام 2021. ومع ذلك، شهدت تراجعًا لاحقًا لتصل إلى 747 مليار دولار في شهر ديسمبر من عام 2022. ومؤخرًا، عادت العملات الرقمية إلى الارتفاع مرة أخرى في شهر يناير من عام 2024، حيث وصلت إلى أعلى قيمة لها عند مستويات 2.68 تريليون دولار.
سوق العملات الرقمية يتأثر بعدة عوامل قد تؤدي إلى تقلبات كبيرة في الأسعار وتغييرات في السوق حيث تتداخل هذه العوامل مع بعضها البعض وتؤثر على حركة السوق، مما يجعل سوق العملات الرقمية أحد أكثر الأسواق تقلباً. بعض هذه العوامل تشمل:
يعتمد التحليل الفني على دراسة حركة الأسعار السابقة وحجم التداول لتوقع اتجاهات السوق المستقبلية. يركز هذا التحليل على استخدام الرسوم البيانية والمؤشرات التقنية لتحديد الأنماط والاتجاهات، فضلاً عن مستويات الدعم والمقاومة، مما يساعد المتداولين في اتخاذ قرارات تداول صحيحة بشأن نقاط الدخول والخروج.
تتضمن العناصر الأساسية للتحليل الفني الرسوم البيانية، مثل الشموع اليابانية والرسوم الشريطية، بالإضافة إلى مستويات الدعم والمقاومة، التي تشير إلى النقاط التي قد يتوقف عندها السعر عن الهبوط أو الصعود. هذه المستويات تساعد في تحديد انعكاسات محتملة في الاتجاه.
تشمل المؤشرات الفنية الشائعة مؤشر القوة النسبية RSI، الذي يقيس قوة الاتجاه ويحدد حالات التشبع الشرائي أو البيعي. كما تشمل المؤشرات الأخرى المتوسطات المتحركة ومؤشر MACD. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن أنماط الشموع اليابانية نمط المطرقة والرجل المعلق، وكل نمط يحمل دلالة معينة. يُعتبر حجم التداول أيضًا مؤشرًا مهمًا يعكس قوة أو ضعف حركة السعر.
منصات التداول المختلفة تقدم للمستخدمين خدمات متنوعة لتداول العملات الرقمية، وتتميز كل منصة بخصائص معينة تجعلها مناسبة لأنواع مختلفة من المستخدمين. لذلك، سأوضح الفروقات بين منصتين مشهورتين وهما بينانس Binance وكوين بيس Coinbase، وهما من أكبر منصات التداول للتيسير على المتداول الاختيار بينهما:
الفرق | بينانس Binance | كوين بيس Coinbase |
واجهة المستخدم. | متقدمة وتناسب المحترفين. | بسيطة وسهلة الاستخدام. |
رسوم التداول. | منخفضة جدًا تبلغ حوالي 0.1%. | أعلى من بينانس حيث تصل إلى 1.49%. |
تنوع العملات. | دعم لعدد كبير من العملات الرقمية. | دعم محدود للعديد من العملات الشائعة فقط. |
الخدمات المالية. | دعم للعقود الآجلة والمشتقات و Staking. | بيع وشراء العملات فقط. |
الأمان. | قوي لكن تعرضت لهجمات سابقة. | أمان عالي جدًا مع تاريخ نظيف. |
الدعم والامتثال. | عالمي لكن غير خاضع للرقابة في بعض الدول. | خاضع للرقابة في الولايات المتحدة وأوروبا. |
العملات الرقمية في الفقه الإسلامي: في الفقه الإسلامي، هناك ثلاث فئات للعملات الرقمية: الحلال، والحرام، والمختلف فيها. العملات الحلال هي تلك التي تعادل العملات الحقيقية ولا تستخدم في أنشطة محرمة. أما العملات الحرام فهي المجهولة المصدر أو المستخدمة في القمار والنشاطات غير المشروعة. والفئة المختلف فيها هي العملات التي لا يعرف مصدرها ولا تستخدم في أمور محرمة بالتأكيد.
العملات الرقمية هي نوع من النقود الإلكترونية التي تتميز بسهولة وسرعة التواصل، وعدم وجود تكاليف في عمليات الإرسال والاستقبال، وتعتمد في عملها على تقنية البلوكشين.
لسحب العملات الرقمية، يتم استخدام محافظ العملات الرقمية الخاصة بها، حيث يتم تخزين العملات فيها، ومن هذه المحفظة يمكن سحب الأموال بسهولة وتحويلها إلى أموال نقدية بالعديد من الطرق المتاحة.