ما مقدار المال الذي يجنيه المتداول اليومي؟

التداول اليومي هو أحد أكثر أساليب التداول تحديًا وإثارة، حيث يتطلب قرارات سريعة ومهارات تحليل متقدمة لتحقيق أرباح من التحركات السريعة في الأسواق. لكن، هل يمكن أن يكون التداول اليومي مربحا و مناسبا للجميع؟ وماذا يحتاج المتداول اليومي لتحقيق النجاح؟  في هذا المقال، سنجيب على هذه الاسئلة ونستعرض مفهوم التداول اليومي و الاستراتيجيات التي يتبعها المتداولون، ومتطلبات النجاح في هذا المجال. سواء كنت مبتدئًا أو تسعى لتطوير مهاراتك، ستجد هنا دليلًا عمليًا لفهم التداول اليومي بشكل أفضل.

ما هو المتداول اليومي؟

المتداول اليومي هو شخص يقوم بشراء وبيع الأدوات المالية ضمن نفس يوم التداول، بهدف الاستفادة من تحركات الأسعار الصغيرة في الأصول ذات السيولة العالية. 

من خلال البحث والتجارب والاطلاع على استفتائات لمتداولين يوميين لاحظنا أن التداول اليومي ليس مناسبًا للجميع؛ فهو يتطلب مهارات خاصة وقدرة على تحمل المخاطر.

و يتمثل دور المتداول اليومي في توفير السيولة للأسواق المالية، حيث يسعى للاستفادة من تحركات الأسعار قصيرة الأجل. غالبًا ما يستخدم المتداولون اليوميون الرافعة المالية لتضخيم العوائد، مما يزيد في الوقت نفسه من المخاطر المرتبطة بالتداول.

ما هي الاستراتيجيات التي يتبعها المتداولين اليوميين؟

يمكن أن يتبع المتداولون اليوميون استراتيجيات تداول مختلفة و متنوعة كما يمكن الدمج بين استراتيجيتين لتحقيق أقصى قدر من الأرباح وهذه الاستراتيجيات تشمل 

  • استراتيجيات التداول خلال ساعات السوق الرسمية: مثل متابعة الاتجاه و التداول ضمن النطاق. وتتميز باستقرار الأسواق خلال ساعات العمل.  
  • استراتيجيات التداول خارج ساعات السوق: و يشمل التداول قبل وبعد السوق لاستغلال تأثير الأخبار وتحتوي على تقلبات مرتفعة تتطلب إدارة مخاطر دقيقة.  
  • استراتيجية التداول قصير الأجل:  مثل صفقات تنفذ في نفس اليوم لتحقيق مكاسب سريعة ولكنها تتطلب تركيزًا وانضباطًا عالي.  
  • استراتيجية المضاربة السريعة: تنفيذ عدد كبير من الصفقات الصغيرة لتحركات أسعار طفيفة ولكنها تتطلب سرعة ودقة في اتخاذ القرار.  

مثال على استراتيجية تداول يومي

ضع في اعتبارك استراتيجية تداول الأسهم اليومية. حيث يكون الحد الأقصى للمخاطرة 0.04 دولار والهدف هو 0.06 دولار، مما ينتج عنه نسبة مخاطرة / الربح من 1 إلى 1.5. و يقرر المتداول الذي لديه 30 ألف دولار أن الحد الأقصى للمخاطرة لكل تداول هو 300 دولار. لذلك، فإن 7500 سهم في كل صفقة (300 دولار/ 0.04 دولار) ستحافظ على المخاطرة ضمن سقف 300 دولار. وهذا لا يشمل العمولات على تداول الأسهم. 

طريقة تنفيذ هذه الاستراتيجية: 60 صفقة مربحة: 60 × 0.06 دولار × 7500 سهم = 27 ألف دولار 45 صفقة خاسرة: 45 × 0.04 دولار × 7500 سهم = 13 ألف و500 دولار الربح الإجمالي هو 27 ألف دولار طرح 13 ألف و500 دولار تساوي 13 ألف و500 دولار و إذا كانت العمولات 30 دولارًا لكل صفقة، فإن الربح هو 10 آلاف و500 دولار، أو 13500 دولار (30 دولارًا × 105 صفقة). 

بالطبع، المثال نظري ولكن هناك عدة عوامل يمكن أن تقلل من الأرباح. و تعتبر نسبة المخاطرة / الربح من 1 إلى 1.5 متحفظة إلى حد ما وتعكس الفرص التي تحدث طوال اليوم، كل يوم، في سوق الأسهم. رأس المال المبدئي البالغ 30 ألف دولار هو أيضًا مجرد مثال على التوازن الذي تبدأ به تداول الأسهم اليومي.

ما هو العائد المحتمل من التداول اليومي؟

لا يمكن تحديد عائد معين محتمل من التداول اليومي بشكل قاطع، حيث توجد عوامل عديدة تؤثر على الأرباح المحتملة وتؤدي إلى زيادتها أو نقصانها. بالإضافة إلى ذلك، يختلف العائد للمتداول اليومي حسب خبرة كل متداول وتفاوت مستوياته في هذا المجال. 

كما أن الأسواق المالية التي يتم التداول فيها تعتبر عاملًا مؤثرًا في مقدار العائد اليومي؛ فالتداول في الأسهم يختلف عن التداول في الفوركس أو العملات الأجنبية أو المؤشرات في تحقيق العوائد اليومية. ويعتمد هذا كله على رأس المال المستثمر؛ فمثلاً إذا بدأت في تداول الفوركس بمبلغ 3000 دولار، فإن أرباحك المحتملة قد تكون أقل بكثير مقارنة بشخص يبدأ بمبلغ 30,000 دولار. 

علاوة على ذلك، يعد الوقت عاملًا مهمًا أيضًا؛ فالقليل من المتداولين اليوميين يحققون النجاح في فترة قصيرة، إذ يستغرق الأمر منهم تطوير استراتيجيات وأنظمة وأساليب تداول لتحقيق عوائد يومية مربحة.

ما هو متوسط ​​راتب أو دخل المتداول اليومي؟

قد يختلف متوسط دخل المتداول اليومي بشكل كبير، حيث يمكن لبعض المتداولين تحقيق أرباح تتجاوز 200 ألف دولار سنويًا، بينما قد يخسر آخرون أموالهم في هذا النوع من التداول. 

ويتأثر مقدار هذه الأرباح بعدة عوامل مثل مقدار رأس المال المستثمر و الاستراتيجية المتبعة والأسواق المتداولة. وهناك متداولين بدأوا من الصفر وتوصلوا إلى دخل يصل إلى ستة أرقام، لكن ذلك يتطلب انضباطًا عالياً وخطة تداول قوية.

كيف تبدأ التداول اليومي؟

البدء في التداول اليومي ليس مثل الانغماس في الاستثمار. يمكن لأي مستثمر محتمل لديه بضع مئات من الدولارات شراء أسهم شركة والاحتفاظ بها لأشهر أو سنوات. ومع ذلك، فإن هيئة تنظيم الصناعة المالية FINRA تضع قواعد لأولئك الذين تحددهم على أنهم "متداولين يومين نمطيين pattern day traders". و هم أولئك الذين ينفذون أربع تداولات يومية أو أكثر في غضون خمسة أيام عمل في نفس حساب التداول. 

تتطلب هذه القواعد متداولي الهامش الذين يتداولون بشكل متكرر الاحتفاظ بما لا يقل عن 25 ألف دولار في حساباتهم. علاوة على ذلك، لا يمكنهم التداول إذا انخفض رصيدهم عن هذا المستوى. هذا يعني أن المتداولين اليوميين يجب أن يكون لديهم رأس مال كافي فوق الـ 25 ألف دولار لتحقيق ربح حقيقي. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب التداول اليومي التركيز. يجب أن يكون معظم المتداولين الفوركس اليوميين مستعدين للمخاطرة برأس مالهم. 

بالإضافة إلى الحد الأدنى المطلوب من المال، يحتاج المتداولين اليوميين المحتملين إلى الوصول إلى وسيط تداول أو منصة تداول وبرامج لتتبع المراكز وإجراء الأبحاث وتسجيل الصفقات. يمكن أيضًا أن تضيف عمولات من وسيط التداول والضرائب على مكاسب رأس المال قصيرة المدى. يجب على المتداولين اليوميين الطموحين أخذ جميع التكاليف في الاعتبار في أنشطة التداول الخاصة بهم لتحديد ما إذا كانت الربحية ممكنة.

كيف يمكن للمتداول اليومي كسب المزيد من المال؟

هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد المتداول اليومي على زيادة فرص تحقيق الأرباح منها:

  • التداول في الأسواق الأجنبية:قد يوفر فرصًا أكبر، ولكنه يأتي بمخاطر إضافية مثل تقلبات أسعار العملات.
  • التعليم و التطوير: يعزز ذلك من مصداقية المتداول و يساهم في تطوير استراتيجيات تداول أكثر نجاحًا. 
  • تنويع استراتيجيات التداول: يساعد على تقليل المخاطر وزيادة فرص الربح.

مميزات وعيوب التداول اليومي

نوضح مميزات وعيوب التداول اليومي من خلال الجدول التالي:

مميزات التداول اليوميعيوب التداول اليومي
فرص ربح سريعةمخاطر عالية
عدم الاحتفاظ بالمراكز لفترات طويل إجهاد نفسي
الاستفادة من تقلبات السوقاحتياج لرأس مال كافي
المرونة وجني الأرباح اول باولعدم استقرار العوائد

هل من المربح أن تكون متداولا يوميا؟

يمكن أن يكون التداول اليومي مربحًا، ولكن ليس دائمًا حيث يعتمد الربح المحتمل على عدة عوامل منها الاستراتيجية المتبعة حيث المتداول الذي يمتلك استراتيجيات قوية ومدروسة جيدًا لديه فرص أفضل لتحقيق أرباح.

بالاضافة الى المهارات والخبرة حيث المتداول المتمرس الذي يعرف كيفية التعامل مع تقلبات السوق والتفاعل مع الأخبار قد يحقق أرباحًا جيدة.

ولا يجدي هذا نفعا بدون إدارة المخاطر محكمة و القدرة على تحديد مقدار المخاطرة وتقليل الخسائر حيث تعتبر عاملا حاسما في تحقيق الربح على المدى الطويل. ويجدر الذكر عزيزي القارئ أنه كلما كان رأس المال أكبر، زادت الفرص لتحقيق أرباح، ولكن مع زيادة رأس المال تزيد أيضًا المخاطر.

الأسئلة الشائعة

معدل النجاح لكسب المال من التداول اليومي يختلف من متداول لآخر على حسب خبرة كل متداول، كما أن التداول اليومي يجعل المحصلة في الشهر ربح جيد مقارنة بالتداول السوينج.

تكمن مخاطر التداول اليومي في كثرة التقلبات على المدى القصير، حيث تتسبب هذه التقلبات في تغييرات سريعة في أسعار الأصول، مما يزيد من احتمالية تحقيق خسائر كبيرة في وقت قصير، و التداول تحت ضغط هذه التقلبات يتطلب اتخاذ قرارات سريعة، مما قد يؤدي إلى أخطاء أو اتخاذ قرارات غير مدروسة.

اعتمادًا على الاستراتيجية المستخدمة، يقوم العديد من المتداولين اليوميين بإجراء عشرات إلى مئات الصفقات يوميًا، في المتوسط. مع توفر أنظمة التداول الخوارزمية، يمكن للمتداولين اليوميين الآخرين إجراء عشرات الآلاف من الصفقات الفردية في يوم واحد، بمساعدة أجهزة الحاسوب.

عن الكاتب

author image
فريق تحرير موقع تداول

نحن فريق متميز من المحللين الماليين والخبراء في التداول. نحن ملتزمون بتوفير المعلومات الدقيقة حول شركات التداول والتحليلات العميقة التي تساعد المستثمرين والمتداولين على اتخاذ القرارات الصحيحة في سوق المال. نحن نقوم بتقديم كافة المعلومات والتفاصيل حول الشركات بالاضافة الي محتوى تعليمي متميز. نسعى دائمًا للبقاء على اطلاع دائم على أحدث الأخبار والتطورات في سوق التداول لتقديم رؤى دقيقة ومفيدة.

اطلع ايضا المزيد من المقالات التعليمية حول التداول