هنالك العديد من أدوات التحليل التي يمكن للمتداولين استخدامها لاتخاذ قرارات مستنيرة وتحقيق أرباح محتملة. ومن بين تلك الأدوات المهمة تأتي القنوات السعرية، التي تعتبر أحد الأساليب الفعالة لفهم تحركات الأسعار وتوقع اتجاهات السوق. في هذا المقال سنقدم لكم شرح القنوات السعرية بشكل كامل وكيفية التداول عليها.
تعتبر القنوات السعرية من أدوات تحليل الرسوم البيانية التي تستخدم في التداول المالي لأنها تساعد المتداولين على تحديد نطاق تذبذب أسعار الأصول المالية وتحديد فرص التداول المحتملة. يعود جذور استخدام القنوات السعرية إلى مفهوم الدعم والمقاومة في التحليل الفني.
تتكون القنوات السعرية من خطوط رأسية متوازية تمثل حدود نطاق تحركات الأسعار. يتم تعيين خط الدعم في أدنى نقاط السعر التي يصعب اختراقها، بينما يتم تعيين خط المقاومة في أعلى نقاط السعر التي يصعب اختراقها. تتحرك الأسعار داخل هذه القنوات لفترة زمنية محددة وتعكس التذبذبات الطبيعية للسوق.
أهمية القنوات السعرية تكمن في قدرتها على توفير معلومات قيمة للمتداولين. فهي تساعد على تحديد الاتجاهات العامة للسوق وتحديد فترات التذبذب والتراجع والارتفاع. بفهم القنوات السعرية، يمكن للمتداولين اتخاذ قرارات تداول أكثر ذكاءً ودقة.
توجد ثلاثة أنواع قنوات رئيسية وهي القنوات الصاعدة، والهابطة والقنوات الأفقية. دعنا نتعرف عليها ونتعمق أكثر في شرح القنوات السعرية وأنواعها:
تتشكل القنوات السعرية عندما يكون هناك اتجاه صاعد في سعر الأصل المالي، وتستمر القنوات السعرية الصاعدة في توجهها طالما ظلت القمم والقيعان في ارتفاع مستمر. تتكون هذه القنوات ببساطة بين خطي ترند متوازيين، علوي وسفلي، يحصران السعر بينهما وفقًا لاتجاه حركة السعر. في المسار الصاعد، عزيزي القارئ، يمثل الخط السفلي الترند أو اتجاه السعر، ويكون تحت الدعم الذي يرتد منه السعر عند كل انخفاض، بينما يمثل الخط العلوي المقاومة التي يلامسها السعر ويرتد منها. الصورة التالية توضح ذلك بشكل أفضل.
تتشكل هذه القنوات عندما يكون هناك اتجاه هابط في سعر الأصل المالي، وتستمر القنوات الهابطة في توجهها طالما ظلت القمم والقيعان في انخفاض مستمر. عند رسم الخطين المتوازيين، يمثل الخط العلوي الترند الهابط، بينما يكون الخط السفلي هو الخط الموازي للخط العلوي، ويُطلق عليه "قاع القناة" والصورة التالية توضح ذلك.
أما هذه القناة تتكون عندما يكون السعر يتذبذب بشكل عرضي بين خط الدعم وخط المقاومة دون وجود اتجاه واضح كما هو موضح بالصورة المرفقة. ويكون التداول ضمن القنوات الأفقية في نطاق محدود ويمكن استخدام استراتيجيات مختلفة للاستفادة من التذبذب داخل هذه القنوات.
تعد القنوات السعرية من الأدوات القوية في التحليل الفني لتحديد نطاقات تحركات الأسعار وتحديد فرص التداول المحتملة. و لرسم القنوات السعرية على الرسوم البيانية عزيزي القارئ يجب أولا تحديد أماكن القمم والقيعان، قم بتحديد القمم والقيعان التي تمثل نقاط تحول الاتجاه في الرسم البياني للأصل المالي الذي ترغب في تحليله. واعلم أن القمم تشير إلى نقاط الارتفاعات القصوى في السعر، بينما القيعان تشير إلى نقاط الانخفاضات الدنيا في السعر كما هو موضح بالصورة التالية.
بعد ذلك قم برسم خط مستقيم يمر عبر القيعان المتتالية للأسعار، وهذا يشكل الحد السفلي للقناة السعرية. ويتم رسم هذا الخط بوصفه خط الدعم، ومن ثم قم برسم خط مستقيم يمر عبر القمم المتتالية للأسعار، وهذا يشكل الحد العلوي للقناة السعرية. ويتم رسم هذا الخط بوصفه خط المقاومة ويتضح ذلك جليا من خلال الصورة التالية.
وأخيرا عزيزي المتداول عليك تأكيد القناة السعرية من خلال البحث عن تأكيدات إضافية للقناة السعرية مثل اختراق القناة السعرية للهبوط أو الصعود حيث تشمل هذه التأكيدات النقاط التي يعاود السعر اختبارها والعودة إلى الداخل منها، أو الشموع التي تتوافق مع الاتجاه الموجود في القناة السعرية كما هو موضح بالصورة التالية.
استراتيجيات القنوات السعرية هي مجموعة من القواعد التي يمكن للمتداولين اتباعها للاستفادة من تحركات الأسعار داخلها. إليك بعض الاستراتيجيات الشائعة التي يمكن استخدامها:
تعتمد هذه الاستراتيجية على تحديد نقاط الارتداد من خط الدعم أو المقاومة في القناة السعرية. عندما يصل السعر إلى خط الدعم، يمكن اعتبار ذلك فرصة للشراء، بينما عندما يصل السعر إلى خط المقاومة، يمكن اعتبار ذلك فرصة للبيع. يجب تأكيد إشارات الارتداد باستخدام مؤشرات فنية أخرى أو تشابه نمط الشموع.
تتميز هذه الاستراتيجية بإدارة مخاطر واضحة وإمكانية تكرار الصفقات، حيث يبقى السعر يتحرك داخل القناة السعرية. في المقابل، هناك إشارات ارتداد كاذبة قبل أن يكمل السعر اتجاهه في اختراق الدعم أو المقاومة. تعتمد الاستراتيجية بشكل كبير على تأكيد الإشارات لتقليل احتمالية الوقوع في فخ الارتدادات الكاذبة، مما قد يزيد من تعقيد تنفيذها.
تعتمد هذه الاستراتيجية على انتظار تحرك السعر خارج الحدود العلوية أو السفلية للقناة السعرية. عندما يكون هناك اختراق لخط المقاومة العلوي، يعتبر ذلك إشارة للشراء، بينما اختراق خط الدعم السفلي يعتبر إشارة للبيع. يجب التأكد من أن الاندفاع خارج القناة يتم بحجم تداول قوي لتعزيز قوة الإشارة.
تتميز استراتيجية الاندفاع خارج القناة بالاستفادة من التحركات القوية والكبيرة، بالإضافة إلى إمكانية تأكيد الاتجاه. ومع ذلك، تواجه الاستراتيجية عيبين رئيسيين؛ الأول هو حدوث الاختراقات الكاذبة التي قد تبدو وهمية، حيث يتراجع السعر بعدها داخل القناة مرة أخرى. والثاني هو الاعتماد الكبير على حجم التداول في الأسواق ذات السيولة المنخفضة، مما يزيد من المخاطر.
تستند هذه الاستراتيجية إلى التداول بين خطوط الدعم والمقاومة داخل القناة السعرية. عندما يصل السعر إلى خط الدعم، يتم فتح صفقة شراء، وعندما يصل السعر إلى خط المقاومة، يتم فتح صفقة بيع. و يمكن تحديد نقاط الدخول والخروج باستخدام مؤشرات فنية إضافية أو نماذج الشموع اليابانية.
تتميز هذه الاستراتيجية بمبادئ واضحة يسهل تطبيقها، مما يجعلها مناسبة لجميع مستويات المتداولين. كما توفر إمكانية تكرار الصفقات بين مستويات الدعم والمقاومة.
تعتمد هذه الاستراتيجية على انتظار تحرك السعر على هامش القناة دون اختراق خطوط الدعم والمقاومة. يمكن فتح صفقة عندما يرتد السعر من الحدود العلوية أو السفلية للقناة، وإغلاقها عندما يصل السعر إلى الحدود المقابلة.
تتميز هذه الاستراتيجية بتقليل المخاطر وإمكانية تكرار الصفقة عدة مرات، كما أنها تتميز بوضوح القواعد التي يسهل اتباعها. ومع ذلك، لها بعض العيوب التي تتمثل في الاختراقات غير المتوقعة لحدود القناة، مما يستدعي استخدام أمر وقف الخسارة للحماية. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون الحركة داخل القناة بطيئة، مما قد يؤخر تحقيق الأرباح.
القنوات السعرية في التداول هي أدوات تحليل فني تتكون من خطين متوازيين الحد العلوي (مستوى المقاومة) والحد السفلي (مستوى الدعم). تُستخدم لتحديد اتجاه حركة السعر وتحديد نقاط الدخول والخروج. القنوات يمكن أن تكون صاعدة أو هابطة، أو عرضية مما يساعد المتداولين في اتخاذ قرارات مستنيرة.
لرسم قناة سعرية، حدد الفترة الزمنية المراد تحليلها، ثم حدد النقاط العالية (قمم) والمنخفضة (قاع) على الرسم البياني ثم ارسم خطًا يربط بين القمم لتحديد الحد العلوي، وخطًا آخر يربط بين القيعان لتحديد الحد السفلي، مع التأكد من أن الخطين متوازيان. وتحقق من أن الأسعار تتحرك بين الحدين، وإذا لزم الأمر، قم بتعديل الخطوط لتناسب النقاط السعرية الإضافية.
لقراءة قناة سعرية، ابدأ بتحديد الاتجاه العام للقناة؛ إذا كانت صاعدة، فهذا يشير إلى اتجاه صعودي، وإذا كانت هابطة، فهذا يعني اتجاه هابط. قم بتحليل نقاط التلامس بين السعر والحدين العلوي والسفلي، حيث أن زيادة عدد النقاط تشير إلى قوة القناة. استخدم الحد السفلي كمستوى شراء (دخول) والحد العلوي كمستوى بيع (خروج). و انتبه للاختراقات حيث اختراق الحد العلوي قد يدل على قوة الاتجاه الصاعد، بينما اختراق الحد السفلي قد يعني ضعف الاتجاه.
كاتب متميز في مجال تقييم الشركات بأسواق الفوركس والأسهم، يملك خبرة 4 سنوات كمتداول نشط بالعملات الرقمية وسوق الفوركس. انضم عام 2021 لفريق موقع تداول ليساهم في بناء محتوى عالي الجودة يعد مرجعا موثوقا للمستثمرين والمتداولين بالوطن العربي.
