على الرغم من الاختلافات الأساسية بين معدني الفضة والذهب إل أنّ ارتباطًا قويًا يجمع بينهما ويشكل العلاقة بين اسعار الذهب والفضة في الأسواق المالية العالمية، إذ يتم تداول المعادن الثمينة من قبل نفس المستثمرين. وبناءً على ما ذكرنا سنوضح من خلال هذه المقالة أهم التفاصيل حول خواص الفضة وتأثرها بالذهب، مرورًا بتسليط الضوء على النسبة التاريخية بينهما والعوامل المؤثرة على أسعارهما في أسواق التداول. لنتابع معًا.
يعتبر الذهب والفضة من الأدوات المالية الحاضرة بقوة في أسواق المال العالمية. فتداول العقود الآجلة للذهب والفضة من الغايات المطلوبة للمستثمرين الباحثين عن فرص للتداول خارج نطاق الأصول التقليدية كالفوركس والأسهم وغيرها، كذلك للتحوط الفعال ضدّ التضخم وتقلبات الأسواق.
ومما لا شك فيه أنّ مراقبة الأسعار الحالية للذهب والفضة والعلاقة بينهما هي محط اهتمام ومتابعة من قبل أي مستثمر مهتم بسوق المعادن النفيسة. ليس هذا وحسب بل إنّ معرفة النسبة الحالية بين الذهب والفضة هي الأهم بالنسبة للمستثمرين، والتي تمثل بما معناه عدد أوقيات معدن الفضة المساوية لقيمة أوقية واحدة من معدن الذهب.
يعود تاريخ المقارنة بين الذهب والفضة لعدّة قرون ماضية، إذ كانت الحكومات هي من تحدد النسبة بين المعدنين، لتنعكس على العلاقة بين اسعار الذهب والفضة المستقبلية وعلى استقرار عملات البلاد الرسمية. فقد تم العثور على الذهب منذ آلاف السنين، ورافق بريقه معظم الحضارات في العصور القديمة والمتوسطة وحتى الوقت الحاضر.
وللعلم تعود أقدم اكتشافات الذهب لأكثر من 4 آلاف عام قبل الميلاد في دول أوروبا الشرقية ومصر. فقد ابتكر المصريون القدماء من الذهب والفضة، عملات نقدية مصنوعة من السبائك الذهبية والفضية الخام تسمى الإلكتروم، ومن ثم عرفت العملة بالشيكل وأصبح الشيكل الوسيلة المعتمدة للتجارة الدولية بين مصر والعالم قديمًا.
ومع تقادم الأعوام، بدأت المقارنة الرسمية عندما حددت الامبراطورية الرومانية نسبة الذهب للفضة بـ 1:12. لتنخفض بعد ذلك في العام 1350 إلى نسبة 1:9.4 . لكن نسبة الذهب إلى الفضة تابعت تقلباتها لتصل إلى 1:15 بعدما حددتها الحكومة الأمريكية في عام 1792. فضلًا عن أنّ اكتشاف كميات كبيرة من الفضة في القارة الأمريكية، أدى إلى تقلبات كبيرة في نسبة الذهب إلى الفضة في القرن العشرين.
الذهب أم الفضة؟ شغل هذا التساؤل فضول المهتمين بأسعار المعادن النفيسة واستثمارها منذ القدم وحتى الوقت الحاضر. ولمعرفة أيهما الأفضل كاستثمار طويل الأجل، لا بدّ من استحضار بعض المعلومات التاريخية التي توضح المقارنة والتفضيل بينهما.
لقد حقق معدن الذهب عائدًا مركبًا بلغ 4.87% سنويًا على مدى 95 عامًا. ففي أواخر سنة 1925 سجلت أونصة الذهب سعر مبيع بلغ 20.63 دولار، بينما في أواخر سنة 2020 كان سعر الأونصة الذهبية 1893.66 دولارًا.
من جهةٍ أخرى حققت الفضة عوائد مركبة بنسبة 3.46% سنويًا على مدار 95 عامًا أيضًا. فقد بيعت أونصة الفضة بسعر 0.68 دولار في عام 1925، في حين بلغ سعر الأونصة من الفضة 17.14 دولار في العام 2020.
وبناءً على ما سبق، اعتبر أداء الذهب هو الأفضل والضمان الأمثل للاستثمار طويل الأجل على مدار الفترة الزمنية الماضية، لكن ومع تقدم الثورة الصناعية الحالية، فإننا سنشهد تواجدًا قويًا لمعدن الفضة في أسواق المال، وغالبًا سيزيد الطلب عليها، لتكون الاستثمار الأفضل للفترة القادمة.
العلاقة بين الذهب والفضة هي المقياس التاريخي الذي يوضح كمية الفضة اللازمة لشراء نفس الكمية من الذهب. وهذه النسبة متغيرة باستمرار مع تقلب أسعار المعدنين، فضلًا عن كونها المؤشر الرئيسي لتحديد القيمة النسبية للذهب والفضة في أسواق التداول. إذ يستثمر المتداول بناءً على هذه النسبة، مع توقع حدوث تغييرات في أسعار المعدنين أو في النسبة بينهما.
ترتبط الفضة بالذهب بشكلٍ مباشر من خلال العلاقة النسبية بين أسعار الذهب والفضة في السوق. وتتمثل هذه العلاقة بعدد أوقيات الفضة التي يمكن شراؤها بأوقية واحدة من الذهب. لا سيما وأنّ الذهب كان وما زال أعلى قيمةً من الفضة. فاليوم يبلغ سعر أوقية الذهب في الأسواق العالمية 2748.40 دولار أمريكي، بينما سعر أوقية الفضة يبلغ 32.64 دولار أمريكي فقط، أي أنّ الفرق كبير وواضح بين قيمة المعدنين السعرية.
لكن وللعلم فالنسبة ليست ثابتة بين الذهب والفضة وقابلة للتغيير بالاعتماد على تقلبات الأسعار الفورية الحالية للمعادن الثمينة. إذ تتأثر أسعار الذهب والفضة والنسبة بينهما بعوامل مشتركة في غالبيتها، ومن أبرزها التضخم والعرض والطلب، بحيث تتحرك أسعارهما صعودًا وهبوطًا لكن ليس بالمعدل ذاته.
لطالما ارتبط الذهب بالأعياد والمناسبات الخاصة، وحمل معاني رمزية عميقة عبر الحضارات والثقافات المختلفة. ويكمن السر وراء ذلك بندرته وقيمته الغالية، مما جعله رمزًا للثراء والسلطة، أي اقتصر اقتناؤه على الأغنياء في المجتمعات المختلفة.
بالإضافة إلى اللمعان وجمالية اللون الذي جعله أحد المعادن الجذابة والمرتبطة بالفخامة، لذا فقد استخدم في العديد من الطقوس الدينية، كما قدم الذهب كهدايا ثمينة بين الناس منذ القدم.
الذهب والفضة، من المعادن الثمينة التي تحظى بشعبية كبيرة عبر التاريخ، ويعتبران من أفضل الاستثمارات على المدى الطويل. يتميز كل منهما بمجموعة من المميزات التي جعلتهما مرغوبين عبر مختلف الحضارات والثقافات وعلى مر الأزمان، بالإضافة إلى ذلك، توفر صناديق المؤشرات المتداولة وسيلة مميزة للاستثمار في الذهب والفضة، حيث تتيح للمستثمرين فرصة تحقيق العوائد دون الحاجة إلى شراء المعدن الفعلي.
يعد الذهب من المعادن الثمينة الآمنة للادخار على مر العصور، فهو يحافظ على قيمته بشكل كبير، وإليك أهم مميزاته كمخزن للقيمة.
يتميز معدن الفضة بالعديد من الميزات الإيجابية ومنها الجمالية واللمعان، فضلًا عن الناقلية الحرارية والكهربائية، والمقاومة للتآكل والقابلية للتشكيل. ونظرًا للميزات العديدة للفضة فقد تم الاستفادة منها في عدة استخدامات ومنها ما يلي:
تتأثر أسعار الذهب والفضة، وهما من المعادن الثمينة، بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية وعوامل متعلقة بالعرض والطلب كما يلي:
تتأثر أسعار الفضة في سوق التداول بمجموعة مختلفة من العوامل، بما في ذلك ديناميكيات العرض والطلب على معدن الفضة، والتطورات التكنولوجية التي تزيد من الطلب الصناعي عليه. بالإضافة إلى قوة الدولار الأمريكي الذي يتم تسعير الفضة به وتأثيره عكسيًا في أسعار الفضة. فضلًا عن العلاقة الوثيقة بين أسعار الفضة والذهب كأصولٍ استثمارية بديلة للمستثمرين. من جهةٍ أخرى تلعب الأحداث الاقتصادية والجيوسياسية العالمية دورًا كبيرًا في تشكيل أسعار معدن الفضة، وتؤدي إلى تقلباته السعرية صعودًا وهبوطًا بشكلٍ مباشر.
تأتي العلاقة عكسية بين سعر الذهب وسعر الفائدة الأمريكية، فكلما ارتفع سعر الفائدة، انخفض سعر الذهب. لا سيما وأنّ العلاقة بينهما ترتكز على معدل العائد السنوي. بمعنى أنه عند رفع سعر الفائدة الأمريكية، ترتفع معها عوائد السندات، كما ترتفع عوائد الإيداعات البنكية.
كيف سيؤثر قرار الفيدرالي الأمريكي على أسعار الذهب؟
من المؤكد أن قرار البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن خفض سعر الفائدة على الدولار، سيؤثر إيجابيًا على أسعار الذهب العالمية التي ستشهد ارتفاعًا ملحوظًا. ولطالما كانت العلاقة التاريخية بين أسعار الذهب وأسعار الفائدة في البنك الفيدرالي عكسية، حيث يساهم انخفاض سعر الفوائد في الفيدرالي بصعود أسعار الذهب غالبًا.
وبناءً على ذلك فإنّ أغلب توقعات المحللين الاقتصاديين تشير إلى لجوء المستثمرين ورجال الأعمال إلى شراء وتخزين الذهب كاستثمارٍ آمن حاليًا، لا سيما أن الذهب يحافظ على قيمته السعرية في ظل تقلبات أسعار الفائدة للدولار وفي مواجهة العديد من التقلبات الاقتصادية العالمية.
تعرف علاقة الفضة بالدولار بالعلاقة الدولارية، إذ يتم تسعير الفضة بالدولار. ويرتبط سعرها عكسيًا بقيمة الدولار حيث أنّ ارتفاع سعر الدولار يؤدي لانخفاض سعر الفضة وانخفاض سعر الدولار يؤدي لارتفاع سعر الفضة.
لا الفضة ليست أندر من الذهب، فالذهب هو المعدن الأندر مقارنةً بالفضة من حيث التواجد في الطبيعة.
العلاقة بين الذهب والفضة هي النسبة التي تحدد سعر كل منهما في أسواق المال، وهي النسبة التي تقيس كمية الفضة اللازمة لشراء الكمية ذاتها من الذهب.
يعتبر معدن الذهب أغلى من الفضة نظرًا لندرة تواجده وتكلفة استخراجه والطلب المتزايد على استخداماته الصناعية وفي المجوهرات.
18 أكتوبر, 2024
06 يناير, 2025