الاستثمار وقت التضخم، كيف ذلك؟

الاستثمار وقت التضخم هى فكرة أساسية، حيث أن التضخم في كل مكان بالوقت الحالي، وجميع الدول تُحاربه، وهو يُؤثر على حياة الناس حتى لو لم يكونوا على علم به. 

فعندما ترتفع الأسعار أكثر من اللازم – أو ترتفع الأسعار ولكن الرواتب لا ترتفع – يرى الناس تأثيرًا سلبيًا على قوتهم الشرائية ونوعية حياتهم، فكيف يمكن التحوّط ضد التضخم، وما هو الاستثمار وقت التضخم؟

ما هو التضخم 

التضخم هو معدل الزيادة في الأسعار خلال فترة زمنية معينة. والتضخم عادة ما يكون مقياسا واسعًا، مثل الزيادة الإجمالية في الأسعار أو الزيادة في تكلفة المعيشة في بلد ما. ولكن يمكن أيضًا حسابه بشكل متخصص أكثر – بالنسبة لبعض السلع، أو الخدمات، فإن التضخم يمثل مدى ارتفاع تكلفة مجموعة السلع /أو الخدمات ذات الصلة خلال فترة معينة، في أغلب الأحيان سنة.

مثال على التضخم

هذا مثال توضيحي وسهل ومباشر ومن أرض الواقع، مثال:  أسعار الجبن في عام 1913 في الولايات المتحدة الأمريكية، حوالي 36 سنتًا للكيلو الواحد. وبعد مرور مائة عام، في عام 2013، بلغ سعر كيلو الجبن 3.53 دولارًا، أي أعلى بعشر مرات تقريبًا.

ولكن يجب أن تعرّف؛ أن هذه الزيادة لا ترجع إلى أن الجبن أصبح أكثر ندرة أو أن تصنيعه أصبح أكثر تكلفة.
ولكن هذا يعني؛  انخفاض قيمة المال الذي بين يديك نتيجة للتضخم.

كيف يتم قياس التضخم؟

مؤشر أسعار المستهلك (CPI) هو مقياس للتضخم حيث يستخدمه مكتب الولايات المتحدة لإحصاءات العمل. BLS – أو Bureau of Labor Statistics، حيث يمسح 23000 شركة ويسجل أسعار 80000 منتج كل شهر لتسجيل التقلبات والزيادات في السلع والخدمات. وتشمل هذه المنتجات والخدمات التي يتم قياسها:

هي: البيع بالتجزئة Retail، المواصلات، أسعار الغاز، الرعاية الصحية، الطعام، السكن، والتعليم. 

ويتتبع مؤشر أسعار المستهلك معدلات التضخم في الولايات المتحدة، إلى جانب تأثيرها على تكلفة المعيشة والقوة الشرائية، وتساعد هذه الأرقام الإحصائيين والاقتصاديين على فهم الصحة العامة للاقتصاد.

رسوم بيانية مرتبطة بالإصدار الإخباري الأخير حول “مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي”   | حيث نسبة التغير خلال 12 شهرًا.. من قبل Bureau of Labor Statistics

وتعتمد تكلفة معيشة المستهلكين على أسعار العديد من السلع والخدمات ونصيب كل منها في ميزانية الأسرة. ولقياس متوسط تكلفة معيشة المستهلك، تجري الهيئات الحكومية مسوحات للأسر لتحديد سلة من العناصر التي يتم شراؤها بشكل شائع وتتبع تكلفة شراء هذه السلة بمرور الوقت.

وأما عن أسعار المستهلك الأساسي: يُركز على اتجاهات التضخم الأساسية والمستمرة من خلال استبعاد الأسعار التي تحددها الحكومة وأسعار المنتجات الأكثر تقلبًا، مثل المواد الغذائية والطاقة، الأكثر تأثراً بالعوامل الموسمية أو ظروف العرض المؤقتة.

كما تتم مراقبة التضخم الأساسي عن كثب من قبل صناع السياسات في البنوك المركزية، لتحديد أسعار الفائدة..  وكلها مؤشرات هامة قبل التفكير في الاستثمار وقت التضخم.

ما الذي يخلق التضخم؟

غالباً ما تكون فترات التضخم المرتفعة، نتيجة للسياسة النقدية التسهيلية حيث أسعار الفائدة تكون قليلة إلى حد كبير..
وإذا نما المعروض النقدي بشكل كبير للغاية بالنسبة لحجم الاقتصاد، فإن قيمة العملة تتضاءل.. وُيمّكن أن تكون الضغوط على: العرض أو الطلب في الاقتصاد تضخمية أيضًا. حيث من الممكن أن تؤدي صدمات العرض التي تعطل الإنتاج، مثل الكوارث الطبيعية، إلى التضخم. 

 أو عندما ترتفع تكاليف الإنتاج، مثل ارتفاع أسعار النفط في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية، إلى خفض العرض منها وتؤدي إلى تضخم مرتفع، حيث يأتي الدافع وراء زيادات الأسعار هو انقطاع المعروض.

 مثال؛ حيث كان تضخم أسعار الغذاء والوقود في عام 2008 بمثابة حالة من هذا القبيل بالنسبة للاقتصاد العالمي، حيث انتقل الارتفاع الحاد في أسعار الغذاء والوقود من بلد إلى آخر عن طريق التجارة.

 وعلى العكس من ذلك، فإن صدمات الطلب، مثل ارتفاع سوق الأوراق المالية، أو السياسات التوسعية، كما هو الحال عندما يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة أو تزيد الحكومة الإنفاق، يمكن أن تعزز الطلب الإجمالي والنمو الاقتصادي بشكل مؤقت،  كمّا حدّث أثناء كوفيد – 19. 

ويتعين على صناع السياسات أن يعملوا على إيجاد التوازن الصحيح بين تعزيز الطلب والنمو عند الحاجة دون المبالغة في تحفيز الاقتصاد والتسبب في التضخم.

كيف يعمل التضخم؟

أسباب التضخم مختلفة ومعقدة. بشكل عام، وهناك نوعان أساسيان من التضخم:

• التضخم الناتج عن الطلب؛ على سبيل المثال، يمكن لشركة Apple فرض أسعار أعلى بشكل متزايد على هواتفها لأنها تحظى بشعبية متزايدة، وطلبات كثيرة، فيرتفع سعرها بالمستقبل. 

وهنا يُمكن أن يكون التضخم الناتج عن الطلب ناتجًا عن نمو الاقتصاد، أو زيادة الإنفاق الحكومي، أو النمو الاقتصادي في الخارج.

• التضخم الناتج عن ارتفاع التكاليف: وينتج من انخفاض العرض لبعض السلع والخدمات، ويرجع ذلك إلى زيادة في تكلفة الإنتاج أو المواد الخام أو العمالة. 

ما هي إيجابيات وسلبيات التضخم

إن ارتفاع التضخم له مجموعة واسعة من العواقب السلبية على الاقتصادات. عندما لا تتمكن أجور العمل من مواكبة معدل التضخم وتنخفض القوة الشرائية لتلك الأجور.

ويشكل هذا تحديًا خاصًا للأسر ذات الدخل المنخفض، والتي يمكن أن يكون لأي زيادة في الأسعار عواقب وخيمة عليها.

 وفي المقابل، يمكن أن تؤدي مطالبة العمال بزيادة الأجور إلى زيادة في تكاليف العمالة، مما يؤدي إلى انخفاض أرباح الشركات. 

وكل هذه التأثيرات للتضخم يمكن أن تخلق درجة عالية من عدم اليقين في الاقتصاد، مما يؤدي إلى انخفاض الاستثمار من رجال الأعمال.

ومع ذلك، فإن التضخم ليس دائمًا أمرًا سيئًا: حيث يحتاج الاقتصاد المستقر إلى مستوى ثابت من التضخم. ويدرك الاقتصاديون أنه على الرغم من أن التضخم المرتفع يشكل خطراً حقيقياً، فإن التضخم المنخفض يشكل خطراً أيضاً. 

وكما يمكن أن يؤدي التضخم المرتفع إلى ارتفاع أسعار الفائدة بشكل دائم، فإن التضخم المنخفض يمكن أن يؤدي إلى انخفاض أسعار الفائدة بشكل دائم. 

وإن أسعار الفائدة المنخفضة بشكل دائم تحد من قدرة البنك المركزي على زيادة قوة الاقتصاد في الأوقات السيئة للغاية، مما قد يؤدي إلى فترات ركود طويلة وعميقة.

أفضل الاستثمار وقت التضخم

كمّا نعلم فإن شخصية المستثمر لا يليق بها الوقوف هكذا مكتوف الأيدي، في أوقات التضخم المرتفع، ولكن تبحث عن مخرج واستغلال للفرص، والاستثمار بطريقة مختلفة، والتفكير خارج الصندوق للحصول على عوائد، لذلك فيما يلي بعض خيارات الاستثمار التي يجب مراعاتها عند التفكير في الاستثمار وقت التضخم

السندات قصيرة الأجل

يعد الإحتفاظ بأموالك في سندات قصيرة الأجل استراتيجية مشابهة للاحتفاظ بالنقود في قرص مضغوط أو حساب توفير، حيث أن أموالك تكوّن آمنة ويمكنك الوصول إليها.

وإذا أدى ارتفاع التضخم إلى ارتفاع أسعار الفائدة، فإن السندات القصيرة الأجل تكون أكثر مرونة في حين أن السندات الطويلة الأجل سوف تعاني من الخسائر. ولهذا السبب، من الأفضل الالتزام بالسندات قصيرة إلى متوسطة الأجل وتجنب أي شيء يركز على المدى الطويل، لأنها ستتأثر إذا بدأت الفائدة بالارتفاع. 

العقارات

عادةً ما يكون أداء العقارات جيدًا خلال فترات التضخم المرتفع، حيث يمكن أن تزيد قيمة العقار في منطقتك. وهذا يعني أن مالك العقار يمكنه أن يفرض عليك المزيد مقابل الإيجار، مما يؤدي بدوره إلى زيادة دخله بحيث يتماشى مع ارتفاع التضخم.

إلى جانب ملكية المنازل، يمكن إجراء الاستثمارات العقارية من خلال صناديق الاستثمار العقارية (المعروفة أيضًا باسم صناديق الاستثمار العقاري) أو من خلال صناديق الاستثمار المشتركة التي تستثمر في صناديق الاستثمار العقارية.

ومع ذلك، فإن حقبة ما بعد الوباء قد تغيرت كيفية استجابة العقارات لارتفاع التضخم، والأساسيات موضع تساؤل إلى حد ما بسبب التأثيرات طويلة المدى لفيروس كوفيد، حيث لا يزال الطلب على العقارات التجارية، مثل المساحات المكتبية ، في طي النسيان حيث تتبنى المزيد من الشركات العمل عن بعد، كما ارتفعت معدلات الرهن العقاري بسرعة في الآونة الأخيرة.

الأسهم

يُمكن أن تكون الأسهم جيدة كأداة للتحوط من التضخم على المدى الطويل، ولكنها يمكن أن تعاني على المدى القصير إذا ارتفع التضخم. فلنتأمل هنا صناديق مؤشرات السوق التي حققت أداء جيدا على المدى الطويل، على الرغم من انخفاضها في الأشهر الأخيرة.

الذهب

عندما نتحدث عن الاستثمار وقت التضخم فالبتأكيد سنذكرّ الذهب، ولكن الذهب لا يحمي دائمًا من ارتفاع التضخم على المدى القصير، فإنه يميل إلى مواكبة التضخم على المدى الطويل، ويقوم المستثمرين بشراء الذهب لمحاولة الاحتفاظ بالقيمة. 

السلع

عادة ما ترتفع أسعار المواد الخام مثل النفط والمعادن والمنتجات الزراعية مع التضخم، لذلك يمكن أن تكون وسيلة جيدة للتحوط ضده.

حيث أنه يجب على المستثمرين أن يلاحظوا أن السلع يمكن أن تكون أيضًا محفوفة بالمخاطر، حيث تعتمد أسعار السلع الأساسية إلى حد كبير على العرض والطلب، وهو أمر لا يمكن التنبؤ به إلى حد كبير. وهذا يجعلها استثمارًا محفوفًا بالمخاطر، بالإضافة إلى قيام المستثمرين باستخدام الرافعة المالية: ففرصة المكافآت مرتفعة، ولكن أيضًا مخاطر الخسائر مرتفعة أيضًا.

البيتكوين

غالبًا ما تم وصف عملة البيتكوين بأنها “الذهب الرقمي” ومن المفترض نظريًا أن تحمي من التضخم بسبب محدودية العرض. لكن الاقتصاديين لا يزالون غير متأكدين مما إذا كان ذلك سيكون وسيلة جيدة للتحوط من التضخم على المدى الطويل، أم لا.

تاريخ موجز للتضخم في الولايات المتحدة

لقد مرت الولايات المتحدة بفترات ازدهار وكساد، مما أدى إلى فترات من الازدهار والركود. ومن أجل فهم مسار ارتفاع تكاليف المعيشة وأسعار السلع بشكل أفضل، من المهم دراسة معدلات التضخم التاريخية في أمريكا.

• الكساد الكبير The Great Depression: حدث الكساد الكبير في الثلاثينيات في عام 1929، عندما انهار سوق الأسهم. 
• السبعينيات 1970: وفي السبعينيات، شهدت الولايات المتحدة ارتفاع التضخم بينما تباطأ النمو الاقتصادي. وقد تركت تجربة “الركود التضخمي”، كما أُطلق عليها، بصماتها على العديد من الأميركيين. 
• الركود الكبيرThe Great Recession: في حين أن الركود الكبير كان أسوأ تراجع اقتصادي منذ الكساد الكبير، إلا أنه في غضون عدة سنوات (وبعد قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة وإنشاء الحكومة حزمة تحفيز بقيمة 800 مليون دولار)، تمكن الاقتصاد من الوصول إلى الاستقرار.

أفضل شركات للتحوط و الاستثمار وقت التضخم

ولأن التضخم فترة صعبة على الجميع، ويجب على المستثمرين التحوط منه بتكوين محفظة استثمارية ملائمة للوضع الاقتصادي، هنا أبرز الشركات التي من يُمكنك من خلالها تنويع منتجاتك المالية: 

• شركة Avatrade: شركة AvaTrade  تتمتع بخبرة واسعة بالأسواق المالية العالمية والتي تُقدّر بقرابة الـ 20 عامًا، حيث الالتزام بالمتطلبات التنظيمية لأكثر من 6 مناطق عالمية – من أمريكا الشمالية، أوروبا، جنوب إفريقيا إلى آسيا، ولديها العديد من المنتجات المالية. 
• شركة Evest: تتوفر لدى شركة افيست ميزة تداول الأسهم والعملات، والمؤشرات والذهب،  حيث إمكانية اختيار ما ترغب به بنقرة زر لتوسيع محفظتك الاستثمارية. 
• شركة Accuindex: تُقدم Accuindex إمكانية التداول على أسواق الأسهم، العملات، العملات الرقمية، المؤشرات،  بدون أي عمولات.
• شركة Exness: من أكبر الشركات العالمية في أسواق المال، تمتلك العديد من الأدوات المالية التي تناسب احتياجاتك كمستثمر في أسواق المال. 

الأسئلة المتكررة عن الاستثمار وقت التضخم