استخدام الدايفرجنس في التداول يمثل استراتيجية قوية تعتمد على تحليل الرسوم البيانية واكتشاف الاختلافات بين حركة الأسعار ومؤشرات فنية محددة، وهي أداة مهمة يستخدمها المتداولون حول العالم لتحقيق الأرباح في الأسواق المالية.
الدايفرجنس Divergence أو الانحراف كما يطلق عليه في بعض الأحيان هو أداة من أدوات التحليل الفني الاحترافية والتي إذا استخدمت بطريقة صحيحة تجعل هناك فرق كبير في زيادة الربح ونسبة نجاح الصفقات.
ايضا يستخدم في التحليل الفني لوصف الاختلاف بين حركة سعر الأصل ومؤشر فني أو مؤشرات أخرى. و يعكس الدايفرجنس تغييرات محتملة في الاتجاه السعري ويُعتبر إشارة لتغيير قادم في السوق.
يوجد نوعان رئيسيان من الدايفرجنس:
يجب ملاحظة أن الديفرجنس لا يعني دائمًا تغيير فوري في الاتجاه السعري. قد يستغرق بعض الوقت قبل أن يحدث التغيير الفعلي في السوق، ولذلك ينبغي على المتداولين تأكيد الديفرجنس بواسطة إشارات أخرى أو استخدام تقنيات إضافية للتحليل الفني قبل اتخاذ قرارات التداول.
يتم استخدام الدايفرجنس في التداول باستخدام مؤشرات فنية وتحديدا مؤشرات الزخم مثل مؤشر القوة النسبية RSI أو مؤشر الماكد MACD وغيرها. يهدف استخدام الدايفرجنس إلى تحديد التباين بين حركة السعر ومؤشر فني، مما يوفر إشارة لتغير الاتجاه السعري.
تعتمد استراتيجية الدايفرجنس على مفهوم الاختلاف بين حركة سعر الأصول ومؤشر فني، مثل مؤشر القوة النسبية RSI. عندما يظهر اختلاف بين حركة السعر والمؤشر، و يُعتبر ذلك إشارة لتغيير محتمل في الاتجاه السعري، ويمكن للمتداولين استغلال هذه الإشارة لاتخاذ قرارات التداول. و فيما يلي الخطوات الأساسية لاستخدام استراتيجية الدايفرجنس في التداول:
1- تحليل الرسوم البيانية: يبدأ المتداول بتحليل الرسوم البيانية للأصول المالية التي يرغب في التداول بها. ويتطلب ذلك استخدام أدوات تحليل فني مثل الشموع اليابانية والمؤشرات الفنية لتحديد الاتجاهات العامة للأسعار كما هو موضح بالصور السابقة.
2- تحديد المؤشر الفني: يتم اختيار مؤشر فني مناسب لتحليل الدايفرجنس. قد يختار المتداول استخدام مؤشر القوة النسبية RSI كما وضحنا سابقا من خلال الصور أو مؤشر الماكد أو غيرها من المؤشرات المناسبة لاحتياجاته كما هو موضح بالصورة التالية.
3- التعرف على الدايفرجنس: يتم رصد أي اختلاف بين حركة السعر والمؤشر المختار. على سبيل المثال، إذا كانت الأسعار في اتجاه هابط وفي نفس الوقت يتحرك المؤشر في اتجاه صاعد، فإن هذا يشير إلى وجود دايفرجنس ايجابي. وعلى العكس، إذا كانت الأسعار في اتجاه صاعد والمؤشر في اتجاه هابط، فإن هذا يشير إلى وجود دايفرجنس سلبي كما هو موضح في الصورة السابقة.
4- تأكيد الدايفرجنس: ينبغي التأكد من أن الدايفرجنس القائم تعكس تغييرًا حقيقيًا في الاتجاه. يمكن أن تتضمن هذه الخطوة التحقق من إشارات أخرى مثل الدعم والمقاومة، أو استخدام مؤشرات فنية إضافية لتأكيد الإشارة.
5- اتخاذ قرار التداول: عندما يتأكد المتداول من وجود دايفرجنس صحيح، يمكنه اتخاذ قرار التداول الملائم. قد يتضمن ذلك فتح صفقة شراء في حالة دايفرجنس ايجابي أو فتح صفقة بيع في حالة دايفرجنس سلبي. يجب على المتداول أيضًا تحديد نقاط الدخول والخروج المحتملة وتحديد مستويات الوقف الخسارة والهدف الربح.
لاحظ معي عزيزي القارئ المثال التالي الذي سأوضح من خلاله طريقة الدخول والخروج باستخدام الدايفرجنس. سنستخدم في هذا المثال استراتيجية الانحراف العادي الإيجابي الانعكاسي، حيث سيكون الدخول بعكس الاتجاه الهابط. وفي هذه الاستراتيجية، سنوضح كيفية استخدامها بشكل عملي، وتجنب الإشارات الخاطئة، ودمجها مع تقنيات أخرى. تابع المثال الموضح في الصورة المرفقة.
نلاحظ عزيزي القارئ تكوّن انحراف عادي إيجابي في الاتجاه الهابط عند تأكيد تكوين السعر لقاعين أدنى من بعضهما. في هذه الحالة، يكون مؤشر القوة النسبية RSI قد كون قاعين أعلى. هنا، لا يمكن الدخول في صفقة شراء لأن الدايفرجنس لا يُستخدم بمفرده دون مؤشرات تدعمه.
في هذه الاستراتيجية، سنقوم برسم خط اتجاه هابط ليعمل كفلتر لإشارات الانحراف. رغم ظهور انحراف عادي إيجابي، لم يتمكن السعر من اختراق خط الاتجاه، وبالتالي ارتد لتكوين قاع جديد. في هذه المرحلة، قد يكون لدينا انحراف عادي إيجابي، ولكن السعر لم يخترق الاتجاه الهابط واستمر في الهبوط. حركة مؤشر القوة النسبية RSI كانت متوافقة مع حركة السعر، حيث كوّنا قيعان أدنى، مما يعني أن الانحراف لم يعد قائمًا.
نلاحظ أنه عندما وصل السعر إلى نهاية خط الاتجاه، كوّن قاعًا أعلى من القاع السابق. هنا، تشكل لدينا انحراف عادي إيجابي جديد، وننتظر تأكيده عن طريق كسر الاتجاه الهابط. إذا تم كسر خط الاتجاه الهابط، فإن هذه تعتبر إشارة إيجابية قد تكون صحيحة. بناءً على هذه الاستراتيجية، يمكننا الاعتماد على هذه الإشارة الإيجابية واستخدامها للدخول في الصفقة.
بعد تأكيد الاختراق والإغلاق، يمكن الدخول في الصفقة بعد إغلاق شمعة الاختراق. يمكن وضع وقف الخسارة أسفل القاع السابق. بالنسبة لتحديد الهدف، يمكن وضعه بنسبة 3 إلى 1. كما يمكن وضع هدفين: الأول بنسبة 2 إلى 1، والثاني عند نسبة 3 إلى 1.
يحدث الدايفرجنس عندما يكون هناك اختلاف بين حركة الأسعار وحركة المؤشر، حيث يكون السعر يشكل قمة أقل من القمة السابقة في الوقت الذي يكون فيه المؤشر بشكل قاعًا أعمق من القاع السابق. وعلى الرغم من ذلك، يُفضل استخدام الدايفرجنس كإشارة تأكيدية مع أدوات أخرى من أدوات التحليل الفني، مثل الدعوم والمقاومات، أو خطوط الاتجاه، أو غيرها.
الدايفرجنس هو مؤشر فني يكشف عن التباين بين حركة السعر ومؤشرات الزخم مثل RSI أو MACD. يحدث عندما يختلف اتجاه السعر عن اتجاه المؤشر، مما ينذر باحتمالية انعكاس الاتجاه. الدايفرجنس الإيجابي يشير إلى احتمال صعود السعر، بينما الدايفرجنس السلبي يحذر من هبوط محتمل. يستخدم المتداولون هذه الإشارة لتوقع تغيرات في الاتجاه أو ضعف الزخم.
الدايفرجنس السلبي يحدث عندما يستمر السعر في تحقيق قمم جديدة بينما المؤشر الفني مثل RSI يُظهر قممًا أقل. هذا يشير إلى تراجع الزخم الصعودي واحتمال انعكاس الاتجاه نحو الهبوط، مما يعني أن السوق قد يفقد قوته الصاعدة ويستعد للتراجع.
29 نوفمبر, 2024
08 يناير, 2025
25 سبتمبر, 2024