التداول باستخدام دورة 144 والتحليل الزمني

في عالم الأسواق المالية، يتبادر إلى أذهاننا دور البعدين الأساسيين: التحليل الفني، الذي يساعدنا على تحديد نقاط انعكاس الأسعار، والتحليل الأساسي، الذي يكشف عن أسباب هذه الانعكاسات. ولكن ما يثير الإعجاب حقًا هو القدرة على التنبؤ بوقت هذه الانعكاسات، وهنا يبرز دور التحليل الزمني. ومن بين ظواهره المميزة تأتي دورة 144 إلى المشهد، فهي تجمع بين النسبة الذهبية والتوقيت الزمني، وتعتبر قاعدة لاتخاذ قرارات التداول الرشيقة والمستنيرة.

ما هو التحليل الزمني في سوق الفوركس؟

التحليل الزمني هو مفهوم مهم في مجال التحليل الفني، ويتعلق بدراسة الفترات الزمنية والأوقات في الأسواق المالية، بهدف تحديد النماذج والتكرارات الزمنية التي يمكن أن تؤثر على حركة الأسعار. يهدف التحليل الزمني إلى التعرف على دورات زمنية محتملة وتوقيت تغيرات الاتجاهات والميل العام للسوق.

الدورة الزمنية هي فترة زمنية تتكرر فيها نمط معين أو تكرار معين في حركة الأسعار. يمكن أن تشمل الدورات الزمنية فترات زمنية قصيرة مثل أيام أو أسابيع، وفترات زمنية أطول مثل شهور أو سنوات. يمكن أن تكون هذه الدورات ذات طبيعة متعددة، تشمل الدورات الاقتصادية، والدورات الموسمية، وحتى الدورات النفسية للمتداولين.

من المهم أن نلاحظ أن التحليل الزمني لا يقتصر فقط على دراسة الفترات الزمنية الماضية، بل يتضمن أيضًا محاولة توقع الأحداث المستقبلية باستناد إلى توقيتات سابقة ودورات زمنية مماثلة. يتطلب التحليل الزمني فهمًا عميقًا للرسوم البيانية والنماذج التي تظهر على مر الزمن، بالإضافة إلى معرفة بالمفاهيم الأخرى في مجال التحليل الفني.

من هو وليام ديلبرت جان؟

وليام ديلبرت جان هو مهندس ومحلل مالي أمريكي مشهور بمساهماته البارزة في ميدان التحليل الفني وعلم الأسواق المالية. وُلد في ولاية تكساس، الولايات المتحدة الأمريكية، في عام 1878.

جان بنى ثروة ضخمة من خلال تداولته في سوق الاسهم ، وقد امتلك أكثر من 50 مليون دولار، وهي مبالغ ضخمة في عصره، بالإضافة إلى أنه كان من القلائل الذين كانوا يملكون طائرات خاصة في تلك الفترة.

ومن بين توقعات وليام جان الملحوظة تنبؤه بانهيار الأسواق والأزمة المالية في عام 1929، بالإضافة إلى تنبؤه باندلاع الحرب العالمية الثانية.

كان جان يستخدم مجموعة متنوعة من الأدوات، ومن أبرز هذه الأدوات كان ربطه بين السعر والزمن. هذا النهج سهل عليه عمليات التداول وساعد في تحقيق أرباح هائلة. فقد خطط بعناية لحجم مكاسبه، حيث بلغت نسبة الأرباح أكثر من 85% مقابل 15% فقط للصفقات الخاسرة.

ما هي دورة  144 كيف نستخدمها في التداول؟

دورة 144 تُعرِّف بأنها الفترة التي تمتد لـ 144 يومًا بعد بداية الدورة، حيث يُلاحظ تغييرًا في سعر الأداة المالية. يمكن استغلال هذا التغيير في تحقيق تداولات استثنائية، وستكون آليات هذا الاستفادة محور مناقشتنا المقبلة.

التداول باستخدام دوره 144 الزمنيه

في البداية، يتطلب الأمر البحث عن القاع على الرسم البياني لتحديد نقطة انطلاق لبداية دورة 144. ومن ثم نقوم بتحديد تاريخ هذا الزمن حتى نستطيع توقع التاريخ الخاص بنهاية هذه الدورة وانعكاس السعر.

بعد تحديد تاريخ وقوع هذا القاع، يتم إضافة 144 يومًا إلى هذا التاريخ، مع مراعاة الفروقات في عدد أيام الشهور. وهذا يتضمن التعامل مع الشهور التي تحتوي على 28 يومًا أو 31 يومًا.لاحظ الشكل التالي

في الشكل السابق، يمكن أن تلاحظوا أننا قمنا بتحديد القاع المتعلق بالدورة، والذي يمثل تاريخ بدايته بتاريخ يوم الثلاثاء، الموافق 13 أغسطس من عام 2019. بعد إضافة 144 يومًا إلى هذا التاريخ، وبناءً على الاعتبارات المتعلقة بعدد أيام الشهور، تمثل النقطة النهائية لهذه الدورة يوم الاثنين، الموافق 9 مارس من عام 2020.

الآن، يمكننا القول أننا نجحنا في الخطوة الأولى، وهي تحديد بداية ونهاية الدورة. ولكن هناك بعض الأمور الهامة التي تتبقى لضمان أن السعر يتحرك في إطار دورة 144. تتضمن هذه الأمور تقسيم الدورة إلى أربعة أرباع والتحقق من وجود سلوك سعري يشير إلى انعكاس السعر، سواء كان ذلك في كل ربع أو  ربعين على الأقل. دعونا نلقي نظرة على المثال التوضيحي التالي.

في المثال السابق، يمكنك ملاحظة أنه بعد انتهاء كل ربع من أرباع الدورة الزمنية 144، حدث انعكاس في حركة السعر. على سبيل المثال، بعد انتهاء الربع الأول الذي يُوافق يوم الخميس الثالث من أكتوبر عام 2019 (بعد 36 يومًا من بداية الدورة)، حدث انعكاس في حركة السعر صعودًا.

وبعد انتهاء نصف الدورة، والذي يُوافق يوم الخميس 21 نوفمبر من عام 2019 (بعد 72 يومًا من بداية الدورة)، حدث انعكاس آخر بعد فترة تصحيح طفيفة أو حركة جانبية في السعر، وذلك في اتجاه صعودي.

وبعد ثلاثة أرباع من الدورة، تحديدًا يوم الأربعاء 15 يناير 2020، حدث صعود طفيف آخر في حركة السعر، كما يتضح من الرسم البياني.

الآن، يُمكننا أن نؤكد أن السعر يتحرك داخل دورة 144 بشكل مؤكد. بناءً على هذا التحليل، نفكر في تنفيذ صفقة بيع في الاتجاه المعاكس فور انتهاء هذه الدورة. وعلى الرغم من ذلك، فإننا نفضل دمج التحليل الزمني والدورات الزمنية مع أي طريقة أخرى من طرق التحليل الفني، أو حتى مع طريقتك الخاصة. في المثال السابق يمكن ان تلاحظ اننا شاهدنا تراجع في الزخم على مؤشر القوة النسبية دعم فكرة الانعكاس البيعي

السؤال الذي يدور في ذهنك الآن هو: ما هي نقطة الدخول التي سأستخدمها في هذه الاستراتيجية؟ تلك النقطة تعتمد بشكل كبير على شمعة انتهاء الدورة، في المثال السابق سيكون تحديدًا في شمعة يوم 9 مارس من عام 2020. سيتم رسم مستوى دعم تحت هذه الشمعة، وعند اختراق هذا المستوى، يمكن تنفيذ صفقة بيع.

أما بالنسبة لتحديد أهداف الربح ووقف الخسارة، فمن الأفضل أن تعتمد على استراتيجيتك الخاصة. يمكنك تحديد مستويات أهداف الربح استنادًا إلى مقاومات سابقة أو تغييرات في الاتجاهات القادمة، بينما يمكن تحديد وقف الخسارة بناءً على تحليل السعر ومستويات الدعم والمقاومة.

يمكنك أن تلاحظ من خلال المثال السابق كيف تم انعكاس السعر بقوة عندما تم اختراق شمعة يوم 9 مارس 2020، والتي تمثل نهاية الدورة 144. حدث انخفاض قوي في الأسعار إلى مستويات منخفضة بارزة.

 

عن الكاتب

author image
أحمد ابراهيم

أحمد إبراهيم : مدير المحتوى على موقع تداول Tdawal.com، يمتلك خبرة طويلة في مجال التداول في الأسواق المالية منذ عام 2016. عمل أحمد في العديد من المواقع المتخصصة في كتابة المحتوى حول التداول، ونشر العديد من المقالات على مواقع عربية وأجنبية حول أسواق المال. بالإضافة إلى ذلك، عمل سابقاً كمحرر صحفي في بعض الصحف والمجلات الاقتصادية، مما أضاف إلى خبرته المهنية. حصل أحمد على المركز الثاني ضمن جائزة أفضل محتوى عن التداول في سوق الفوركس التي نظمتها شبكة Trading.Live،يعمل أحمد إبراهيم مع فريق من المتميزين في صناع التداول على تنظيم وإدارة المحتوى على موقع تداول بهدف إظهاره بأفضل صورة ممكنة وتقديم معلومات قيمة وشاملة للمتداولين في الوطن العربي.

مقالات لك