تعتمد الخيارات الثنائية على فكرة بسيطة في ظاهرها توقع اتجاه سعر أصل معين خلال فترة زمنية محددة. لكن هذه البساطة تخفي وراءها نظاماً معقداً، حيث يخاطر المتداول بكل أمواله في صفقة واحدة. فإما أن يحقق ربحاً ثابتاً إذا صح توقعه، أو يخسر كل شيء إذا أخطأ. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل مفهوم الخيارات الثنائية، آلية عملها، و المخاطر الكبيرة التي تحيط بها، والبدائل الاستثمارية الأكثر أماناً. كما سنناقش موقف المملكة العربية السعودية والفتاوى الشرعية المتعلقة بهذا النوع من التداول.
الخيارات الثنائية (أو عقود الأوبشن) هي أدوات مالية تتيح للمتداولين المضاربة على تحركات الأسعار خلال فترات زمنية قصيرة أو محددة. يعتمد نجاح الصفقة فيها على التنبؤ الصحيح باتجاه السعر، سواء بالارتفاع أو الانخفاض، خلال مدة محددة مسبقًا.
تختلف الخيارات الثنائية جذريًا عن العقود مقابل الفروقات (CFDs)، حيث إن الأخيرة لا تشترط مدة زمنية محددة لانتهاء الصفقة، كما أن المتداول ليس مضطرًا لإغلاقها قبل تاريخ معين، على عكس الخيارات الثنائية التي يُلزم فيها المتداول بالانتظار حتى انتهاء المدة المحددة. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم قدرة المتداول على إغلاق الصفقة قبل انتهاء المدة في الخيارات الثنائية قد يؤدي إلى خسارة كامل المبلغ المراهَن به، بينما يتيح العقد مقابل الفروقات مرونة أكبر في هذا الجانب.
أما عن طريقة عمل الخيارات الثنائية، فإن المتداول عند الدخول في صفقة خيار ثنائي يختار أصلًا معينًا (مثل زوج عملات، أو أسهم، أو ذهب)، ثم يتوقع ما إذا كان سعر هذا الأصل سيرتفع أم سينخفض بحلول وقت انتهاء العقد. إذا تحققت توقعاته، يحصل على عائد مالي ثابت، أما إذا أخطأ التوقع، فإنه يفقد معظم أو كل المبلغ المستثمر.
تعتبر الخيارات الثنائيه (عقود الأوبشن) ذات مخاطر عالية؛ نظرًا لغياب الرقابة والتنظيم من قِبَل الجهات المالية. كما ترد شكاوى متكررة عن التلاعب في الأسعار وعدم الشفافية، مما يؤدي إلى خسائر فادحة. وفيما يلي تفصيل لأبرز هذه المخاطر:
عادةً ما تكون الخيارات الثنائية أو الشركات التي تقدم هذا النوع من التداول غير خاضعة للتنظيم من قِبَل أي جهات مالية معروفة، وذلك لأن معظم الهيئات الرقابية المالية الموثوقة لا تمنح تراخيص لمثل هذا النوع من التداول؛ لما يتضمنه من مخاطر عالية وتلاعب في الأسعار، فضلًا عن كونه ينطوي على غرر كبير بالمتعاملين ويشتمل على العديد من الأساليب الاحتيالية.
كما أن هذه الشركات غالبًا ما تكون غير موثوقة لدى المتداولين، ولا تستوفي الشروط المطلوبة للحصول على تراخيص رسمية، وبالتالي لا تخضع لرقابة أي جهة معتمدة أو معروفة عالميًا. وحتى في حال حصولها على ترخيص ما، فإن الجهات المانحة له تكون عادةً ضعيفة أو غير مُدركة أن الشركة تقدم هذا النوع من التداول المشبوه، مما يُظهر ضعف تلك الجهات الرقابية وعدم موثوقيتها، خاصةً إذا فاتها اكتشاف مثل هذه الممارسات.
حسب آراء العملاء والمتداولين الذين جربوا هذا النوع من التداول الخيارات الثنائية، فإن معظم المنصات التي تقدم هذه الخدمة تتعامل بغير شفافية. وقد اشتكى المتداولون من تلاعب هذه المنصات بالأسعار، حيث لوحظ أن الصفقات تفتح عند نقاط غير التي حددها المستخدم، خاصةً عند صدور بيانات اقتصادية مهمة تؤدي إلى تقلبات كبيرة في السوق.
كما أن غياب الشفافية يظهر في أن معظم هذه المنصات لا تربط المتداول بالسوق العالمي الحقيقي، بل تعمل كطرف مقابل أو صانع سوق Market Maker، مما يعني أن ربحها مرتبط بخسارة المتداول. وهذا يدفعها إلى التلاعب بالأسعار وعدم الالتزام بمبادئ النزاهة والعدالة في التعاملات.
كما وضحنا في الفقرة السابقة التلاعب في الأسعار عبر منصات الباينري أوبشن عالية المخاطر، فإن المتداولين ينتظرهم معدلات خسارة مرتفعة واحتمالية كبيرة للاحتيال المدبر.
حيث تقوم هذه المنصات بالاستيلاء على أموال المتداولين والمستثمرين فيها، إما عن طريق التسبب في خسائرهم بشكل متعمد، أو عن طريق عدم تنفيذ عمليات سحب الأموال عندما يقرر المتداول الانسحاب من المنصة أو مغادرتها. وهنا تكمن عملية الاحتيال المخطط لها مسبقًا.
عقود الخيارات غير مرخصة في المملكة العربية السعودية، كما أن العقود مقابل الفروقات غير مرخصة بشكل مباشر من الجهات السعودية لكن لا يوجد قانون يمنها، و تحصل على ترخيص من جهات رقابية عالمية تسمح لها بالتداول في مختلف دول العالم، بما فيها السعودية.
أما عقود الخيارات والمنصات غير المرخصة، فليست مسموحًا بها مطلقًا في المملكة، بل إن الجهات المختصة تحذر منها باعتبارها عمليات نصب واحتيال. وتحظر السعودية التداول بهذه العقود، كما أن المملكة أو الجهات الرقابية لا تتحمل أي تبعات في حال تعرض المتداولين للاحتيال، بما في ذلك استرجاع الأموال أو غير ذلك.
نعرض لك عزيزي القارئ في ما يلى أبرز المنصات المشبوهة والنصابة في تداول الخيارات الثنائية والتي تشمل:
| المنصة | ملاحظات |
| اكسبريت اوبشن Expert Option | اتهامات متكررة بالتلاعب بالأسعار و صعوبة سحب الأرباح. |
| بوكيت اوبشن Pocket Option | شكاوى حول رفض طلبات السحب و عدم حصولها على تراخيص رقابية. |
| بوكيت بروكر Pocket Broker | انتشار شكاوى الاحتيال.عدم وجود ترخيص موثوق به. |
| اي كيو اوبشن IQ Option | اتهامات بتعطيل حسابات العملاء قبل السحب. و سياسات غير شفافة. |
تعتبر طرق نصب منصات تداول الأوبشن متشابهة إلى حد كبير، إذ تنتشر أقاويل بأن هذه المنصات مملوكة لشخص واحد. وتعتمد هذه المنصات على نشر إعلانات مضللة تهدف إلى الربح السريع، مثل ادعاءات وهمية بأن أحد الأشخاص حقق ثروةً كبيرةً من خلال التداول، أو اشترى سيارة أحلامه، أو منزلاً فاخرًا، وغير ذلك من المغريات.
عندئذٍ، ينجذب المتداول المبتدئ الذي يطمح للثراء السريع، فيضغط على زر فتح حساب لدى المنصة. بمجرد ذلك، تبدأ المنصة بالتلاعب بأسعار الأصول أثناء التداول، مما يؤدي إلى خسارة المتداول لأمواله، بل ربما كل ما يملك. وإذا قرر المتداول الانسحاب وسحب أمواله، تواجهه المنصة بعقبات تعجيزية، وقد تُغلق حسابه فجأةً دون سابق إنذار.
هناك العديد من تجارب الضحايا مع منصات الخيارات الثنائيه الاحتيالية ونذكر تجربة أحد المتضررين الذي لم يكن يمتلك خبرة في التداول، حيث شاهد إعلانًا على YouTube يعد بمكاسب سريعة، فطمع في الربح الوفير.
تعتمد هذه المنصات على استغلال الحالة النفسية واحتياجات المتداولين، خاصةً المبتدئين. فبعد مشاهدته للإعلان، أسرع بفتح حساب وبدأ التداول، وحقق في البداية أرباحًا وهمية وهي خدعة متعمدة من المنصة لجعله يزيد من ودائعه.
لكن سرعان ما بدأ يخسر شيئا فشيئا حتى فقد كل أمواله، دون أن يدرك أن المنصة كانت تتلاعب بالأسعار عمدًا لتحقيق خسارته، لأنها تستفيد من ذلك ماليًا
قد يصبح الشخص غنياً من تداول الخيارات الثنائية (الاوبشن) بشكل مفاجئ، حتى دون سابق إنذار، وبمجرد ضغطة زر واحدة. لكن في الحقيقة، هذا الاحتمال ضعيف جداً، ونادراً ما يحدث، حيث لا تتجاوز فرص تحقيق مثل هذا الربح الكبير 1% من الحالات. وهذا لا يحدث إلا في ظروف استثنائية، مثل أن يحالف المتداول قدر كبير من الحظ.
و لكن حتى في حال تحقيق أرباح كبيرة، قد تواجه صعوبات عند محاولة سحب أموالك، حيث تفرض بعض المنصات عقبات غير مبررة، مثل طلب مستندات إضافية أو فرض عمولات ورسوم مرتفعة على الأرباح، مما يقلل من قيمتها الفعلية. وفي بعض الأحيان، قد لا تسمح لك المنصة بسحب الأموال من الأساس.
و في الواقع أن الغالبية العظمى من متداولي الاوبشن لا يحققون ثروة، بل على العكس، فهم عرضة لخسائر كبيرة. ذلك لأن نظام تداول الخيارات مصمم بطريقة تجعله أشبه بفخ مالي، خاصة للمبتدئين الذين يبحثون عن الثراء السريع دون وعي كافي بالمخاطر.
Avatrade |
|
Exness |
|
Accuindex |
|
Pepperstone |
|
تم التحقق بحساب تداول حقيقي ✅
التراخيص: FSCA , FFAJ
اقل قيمة للإيداع : 100.00 دولار
تم التحقق بحساب تداول حقيقي ✅
التراخيص: FSCA , FSC bvi
اقل قيمة للإيداع : 10.00 دولار
تم التحقق بحساب تداول حقيقي ✅
التراخيص: FSC bvi , CySEC
اقل قيمة للإيداع : 250.00 دولار
تم التحقق بحساب تداول حقيقي ✅
التراخيص: ASIC , CySEC
اقل قيمة للإيداع : 100.00 دولار
نستعرض في هذا السياق فتوى منشورة على موقع إسلام ويب، حيث استفسر السائل عن الحكم الشرعي لتداول الخيارات الثنائية التي تعرف عليها من خلال فيديو ترويجي. كما أوضحنا سابقًا، وشرح آلية هذه الخيارات كما أوضحناها في بداية المقال حيث تعتمد على أن يدفع الشخص مبلغًا معينًا ثم يختار بين "شراء" أو "أعلى" والانتظار لمدة محددة فإذا ارتفع السعر فوق النقطة المحددة، يحصل على ربح بنسبة معينة وإذا هبط دون تلك النقطة، يخسر المبلغ المُستثمَر بنسبة الانخفاض، والعكس صحيح إذا اختار "بيعًا".
وفي الفيديو الترويجي المذكور، ادعى المروج أنه يمكن تحقيق ربح قدره 5000 دولار أسبوعيًا بهذه الطريقة.
وردًا على الاستفسار، أفاد المختصون في موقع "إسلام ويب" المخصص للفتاوى الشرعية أن عقود الخيارات الثنائية محرمة شرعًا، ولا يجوز التعامل بها لاشتمالها على ربا صريح ومقامرة واضحة. وقد استندوا في تحريمهم إلى نص القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 90]،
حيث يُقصد بـ"الميسر" هنا القمار. كما أكدوا أن مجمع الفقه الإسلامي قد أصدر قرارًا بتحريم هذه العقود (الفتوى رقم: 167993).
نعرض من خلال الجدول التالي الفرق بين الخيارات الثنائية و سوق الفوركس بشكل مبسط وشامل، والفرق هو:
| الفرق | الخيارات الثنائية | الفوركس |
| طبيعة التداول | توقع اتجاه السعر في مدة محددة | شراء وبيع العملات دون اشتراط وقت محدد |
| المدة الزمنية | صفقات قصيرة (ثوانٍ إلى ساعات | صفقات مفتوحة لأي مدة (ثوانٍ إلى سنوات) |
| الرافعة المالية | غير متاحة (مخاطر محدودة برأس المال) | متاحة (تزيد الربح والخسارة) |
| السيولة | تعتمد على الوسيط | عالية (أكبر سوق مالي في العالم) |
| الحكم الشرعي | محرمة (قمار وربا) | فيها تفصيل (حلال إذا تجنب الربا والميسر). |
كاتب متميز في مجال تقييم الشركات بأسواق الفوركس والأسهم، يملك خبرة 4 سنوات كمتداول نشط بالعملات الرقمية وسوق الفوركس. انضم عام 2021 لفريق موقع تداول ليساهم في بناء محتوى عالي الجودة يعد مرجعا موثوقا للمستثمرين والمتداولين بالوطن العربي.
فريق تحرير موقع تداول
30 يناير, 2025
عمر عيسي
21 يناير, 2025
