ما هو تأثير التضخم على سوق الأسهم

شهد سوق الأسهم تغيرات كثيرة بالعام الماضي في جميع انحاء العالم، في الوقت نفسه، شهدنا ارتفاعاً في معدل التضخم في جميع أنحاء العالم لدرجة أن التضخم وصل إلى أعلى مستوى له في 40 عاماً في الولايات المتحدة، ليبلغ 9.1%، كما شاهدنا أيضاً قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بزيادة أسعار الفائدة 225 نقطة أساس في عام 2022 وحده فهل سيستمر هذا التضخم وستستمر التغيرات في سوق الأسهم ام لا.

كيف يؤثر التضخم على سوق الأسهم؟

لقد رأينا كيف أن ارتفاع التضخم يدفع السلطات النقدية إلى رفع أسعار الفائدة، وتؤدي الزيادات في أسعار الفائدة إلى تحول الأصول من الأسهم إلى الديون لأن نسبة المخاطرة إلى العائد قد تغيرت.

لنفترض أن أدوات الدين قدمت في السابق عوائد بنسبة 6% سنوياً، وتقدم الآن عائداً بنسبة 8% سنوياً بسبب زيادة أسعار الفائدة، ولنفترض أن العوائد على الأسهم ظلت ثابتة عند 15%، فإن هذه المعطيات تعني أن نسبة المخاطرة إلى المكافأة قد انخفضت من 2.5 مرة (15% / 6%) إلى 1.9 مرة( 15% / 8%) .

مع استمرار زيادة أسعار الفائدة، تستمر نسبة المخاطرة إلى المكافأة في الانخفاض، ويعد هذا أحد الأسباب الرئيسية لتحول المستثمرين من الأسهم إلى الاستثمار في أدوات الدين، لذا عندما نستثمر أموالاً أكثر في الأدوات التي تعطي دخل ثابت مثل أدوات الدين، نظراً لارتفاع أسعار الفائدة التي تقدمها، فإن الطلب على الأصول الأكثر خطورة والتي يحتمل أن تكون ذات عوائد عالية، مثل الأسهم، تنخفض وكذلك نسبة المخاطرة إلى العائد، ويؤثر هذا بالسلب على أسواق الأسهم.

ومع ذلك، من المهم التأكد من أن صافي أسعار الفائدة الحقيقية، وهي العوائد الفعلية على الاستثمار بعد احتساب الضرائب والتضخم، إيجابية، فإذا كان التضخم أعلى من الفائدة المكتسبة، فلا ينبغي لنا الاستثمار في أدوات الدخل الثابت.

وعندما يكون التضخم مرتفعاً، ترتفع أسعار الفائدة على القروض، مما يزيد تكلفة اقتراض الشركات وإنفاقها ومع زيادة تكلفة القروض، تزداد تكلفة رأس المال للشركات، وهي مزيج من تكلفة الأسهم والديون، نتيجة لذلك تقل قيمة التدفقات النقدية المتوقعة، ونظراً لأن تقييم الأسهم يتم عن طريق خصم التدفقات النقدية المتوقع، فسيؤدي ذلك إلى انخفاض تقييمات الأسهم مع ارتفاع معدل الخصم.

إن الشركات، التي لديها مستوى مرتفع من الديون، هي الأكثر معاناة خلال هذه الفترة.

ما هو التضخم؟

ببساطة التضخم هو الارتفاع المستمر للأسعار ممّا يؤدي إلى انخفاض القوة الشرائيّة الخاصة بالعملة فإذا كان سعر أحد المنازل، مثلاً، 200 ألف دولار في العام الماضي، وهناك تضخم حالي بنسبة 7%، فستكون قيمة نفس المنزل حالياً 214 ألف دولار.

اقرا المزيد :كيف تقوم بالتداول باستخدام رافعة مالية منخفضة؟

ما هي أنواع التضخم؟

هناك عدة أنواع للتضخم، أحدهم هو التضخم بسبب ارتفاع الطلب وقلة المعروض، فعندما يكون لدينا دخل كبير متاح، نشهد زيادة في قدرتنا الشرائية، لذلك يزداد الطلب على المنتجات والخدمات، وعندما يحدث هذا نرى ارتفاعاً في أسعار المنتجات والخدمات، وهذا بدوره يؤدي إلى زياد ربحية الشركات.

وهناك نوع آخر من التضخم يحدث بسبب حدوث اضطرابات في توريد المنتجات والخدمات بسبب نقصها أحد الأمثلة على التضخم الحادث بسبب نقص المعروض هو الارتفاع الحاد في أسعار النفط بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا ، في هذا النوع من التضخم، على الرغم من عدم وجود ارتفاع مفاجئ أو كبير في الطلب، ترتفع الأسعار بسبب النقص النسبي في المعروض من السلعة، وتتحمل الشركات أو المستهلكين عبء ارتفاع تكاليف الإنتاج ،إذا تحملت الشركات هذه التكلفة المرتفعة، فقد تنخفض أرباحها بشكل كبير، ونظراً لأن سعر سهم الشركة والعائدات طويلة الأجل تتحرك بالتزامن مع نمو أرباحها، فمن المرجح أن تؤثر أرباح الشركات الضعيفة على توقعات أسعار أسهمها.

على الجانب الآخر، إذا نُقلِت التكاليف المرتفعة إلى المستهلكين، فسيؤدي ذلك إلى تقليل دخلهم المتاح بشكل كبير، وبالتالي تقليل الأموال المتاحة للاستثمار.

اقرا المزيد :ما هو تعريف الترند في التداول؟

ماذا يحدث عندما يرتفع التضخم؟

لتعويض انخفاض القوة الشرائية بسبب ارتفاع التضخم، تقوم البنوك المركزية مثل بنك الاحتياطي، برفع أسعار الفائدة على الودائع والقروض والدافع وراء ذلك هو تحفيز المستهلكين على الادخار أكثر وبالتالي تقليل الطلب الزائد، وتحاول البنوك المركزية من خلال زيادة أسعار الفائدة كبح السيولة الزائدة في الاقتصاد، والتي بدورها قد تقلل التضخم.

يمكن للبنوك المركزية التحكم في التضخم المتولد بسبب ارتفاع الطلب بينما يعتمد التضخم الذي يحدث بسبب نقص المعروض من السلع على تدخل الحكومة وسياساتها، وتستخدم الحكومات أدوات مثل أسعار الفائدة وعمليات السوق المفتوحة، أي شراء وبيع السندات الحكومية، وغيرها للسيطرة على المعروض من النقود في الاقتصاد.

ما هو تاريخ التضخم؟

يعود الاهتمام بدراسة التضخم إلى القرن التاسع عشر للميلاد؛ حيث كان التركيز الدراسي مرتبطا بالتضخم النقدي ، فعندما يزداد العرض الخاص بالنقود نسبة للطلب عليها سيؤدي ذلك إلى انخفاض قيمتها؛ ممّا ينتج عنه ارتفاع في مستويات الأسعار بشكل عام، ولكن في حال ارتفع الطلب على النقود بالنسبة لعرضها سيؤدي إلى زيادة قيمتها فتنخفض مستويات الأسعار ظهرت تحليلات ودراسات المفكر الاقتصادي كينز، واهتمت بالتركيز على العوامل المتحكمة بمستويات الدخل النقدي القومي ؛ وتحديدا المتعلقة بالميل للاستهلاك، وأسعار الفوائد، وكفاءة رأس المال ؛ وأدّى ذلك إلى توصل كينز إلى مفهوم التضخم، فاعتبره ظهور زيادة في حجم الطلب الكلي عن الحجم الحقيقي للعرض؛ مما يساهم بحدوث سلسلة متتالية من الارتفاعات المستمرة والمفاجئة في مستويات الأسعار العامة تأسست المدرسة السويدية الحديثة في النصف الثاني من القرن العشرين للميلاد، وساهمت بإضافة أهمية للتوقعات الاقتصادية من خلال التحليل النقدي المستخدم مع التضخم، فترى ان العلاقة بين العرض الكلي والطلب لا تعتمد على خطط الإنتاج القومي، وخطط الإنفاق القومي، بل تعتمد على العلاقة بين الخطط الادخارية والخطط الاستثمارية .

ما المقصود بمعدل التضخم؟

معدّل التضخم هو مقياس يستخدم لقياس مدى خسارة العملات لقيمتها النقدية ، أي يستخدم لقياس مدى ارتفاع أسعار الخدمات والمنتجات بمرور الوقت، وقد يرتفع معدل التضخم نتيجة للطباعة الهائلة للنقود؛ مما يؤدي إلى زيادة العرض الاقتصادي وتقليل الطلب، كما يحدث ذلك نتيجة لندرة بعض المنتجات المهمة وينتج عن ذلك ارتفاع تكلفتها.

ما المقصود بالتضخم؟

يعرف التضخم بانه الزيادة العامة في أغلب قيم الأسعار، ويرافقها تأثير في قيمة النقود المتداولة، مما يؤدي إلى انخفاض في قيمتها الفعلية.

نساعدك على اتخاذ قرارات تداول بشكلٍ أفضل، تداول الان مع أفضل الوسطاء والأكثر موثوقية لهذا الشهر.